وقد قال عن البيت الثاني: ورأيت في تاريخ أبن خلكان هذا البيت على غير هذا الوضع وهو:
تضمن مجدا عاصميا وسؤددا ... وهمة مقدام ورأي حصيف
وتقدم معنا أن ابن خلكان قد نقله: تضمن مجدا عد مليا (الخ)
وحدث في الطبع غلط في (بتل) فجاءت (نثل) ولعل القصيدة نقلت في كتب أخرى وبصورة مختلفة لم نطلع عليها.
وقد جاء أحد المعاصرين وهو الأستاذ السيد عبد الله العفيفي المصري برواية جديدة للقصيدة لم يشر إلى مصدرها وهي أطول مما تقدمها من الروايات وفي كلماتها بعض اختلاف وهي منسوبة إلى ليلى بنت طريف التغلبية:
بتل نباتي رسم قبر كأنه ... على جبل فوق الجبال منيف
تضمن جودا حاتميا ونائلا ... وسورة مقدام ورأي حصيف
ألا قاتل الله الحشى كيف أضمرت ... فتى كان للمعروف غير عيوف
فالا تجبني دمنة هي دونه ... فقد طال تسليمي وطال وقوفي
وقد علمت أن لا ضعيفاً تضمنت ... إذا عظم المرزى ولا أبن ضعيف
فتى لا يلوم السيف حين يهزه ... على ما اختلى من معصم وصليف
فتى لم يحب الزاد إلا من التقى ... ولا المال إلا من قنا وسيوف
ولا الخيل إلا كل جرداء شطبة ... وأجرد عالي المنسجين غروف
فقدناه فقدان الربيع وليتنا ... فديناه من فتياننا بألوف
وما زال حتى أرهق الموت نفسه ... شجا لعدو أو لجا لضعيف
حليف الندى أن عاش يرضى به الندى ... وأن مات لا يرضى الندى بحليف
فإن يك أرداه يزيد بن مزيد ... فرب زحوف فضها بزحوف
فيا شجر الخابور ما لك مورقاً ... كأنك لم تحزن على ابن طريف
ألا يا لقومي للنوائب والردى ... ودهر ملح بالكرام عنيف
وللبدر من بين الكواكب إذ هوى ... وللشمس همت بعدة بكسوف
ولليث فوق النعش إذ يحملونه ... إلى حفرة ملحودة وسقوف