إيزيس! ينوبع الحنان تعطفي ... وتلفتي لضراعتي وسؤالي
أنت التي بكت الأحبة واشتكت ... قبل الأرامل لوعة الارمال
أني وقعت على رحابك فارحمي ... ذل الملوك لجسدك المتعالي
هل تأذنين بان اعجل نقلتي ... وأحث عن دار الشقاء رحالي
وعلاك ما ادع الحياة جبانة ... أو ضيق ذرع أو قطيعة قال
أني انتفعت بعبقري جمالها ... وتمتعت من عبقري جمالي
بنت الحياة أنا وتشهد سيرتي ... ما كنت من أمي سوى تمثال
منها تناولت الرياء وراثة ... وأخذت كل خديعة ومحال
وقسوت قسوتها ولنت كلينها ... وأقتست في صدي لها ووصالي
ولربما رشدت فسرت برشدها ... وغوت فأغوتني وضل ضلالي
ولمس تلك الأوتار الهائجة في قلب المرأة الغاوية، وهي تحول أن تنتزع روحها بيدها باختيارها، فتفقد بها تيهها وجمالها وهي ميزتها على أترابها في مشاركتها للرجال، فأرسل صرخاتها الأليمة للموت، تستعطفه للرفق بروائها وبهائها، وتستدر أعطافه، وأكد لنا بلوتارك، إنها اختبرت فعل جميع أصناف السموم القاتلة، وجربت لدغات الأفاعي السامة، في أناس كثار امامها، كي تعلم أي القواتل ارحم لجمالها الفاتن وأخف إيلاما وارأف لأنوثتها البضة. وبعد عدة تجارب يومية (اكتشفت أن لدغة الصل، هي الوحيدة التي دون تشنج ولا تمزيق، تبعث الخمود والكرى يتلوهما خضل في الملامح، فوهن متتابع في الحواس، يقود إلى ميتة هادئة. وان الملدوغين به يشبهون الغرقى في نوم عميق وقد أزعجوا إذ أريد إفاقتهم ونهوضهم).
يا موت! لا تطفئ بشاشة هيكلي ... واحفظ ظواهر لمحتي وجلالي
يا موت! اطف بالروح واسرقها كما ... سرق الكرى عين الخلي السالي
حتى أموت كما حييت كأنني ... بيت الخيال ودمية المثال
وكأن إغماض الجفون تناعس ... وكأن رقدتي اضطجاع دلال!
سر بي إلى انطونيو في نضرتي ... ورواء جلبابي وزينة حالي!. .