خادمه الوفي ايروس (الذي وعده أن يجهز عليه حين يأمره) ولكن هذا العبد الشهم يقتل نفسه فداء سيده ومليكه فيثني عليه انطوان في حرقة وهو ما ينقله الشاعر تقريبا عن بلوتارك:
اوروس عفوا! قد ذهبت ضحية ... وجنى عليك ترددي الممقوت
فعلمت مني كيف يجبن قيصر ... وعلمت منك العبد كيف يموت
وقس على ذلك سائر مجاول هذه الفاجعة الشعرية مما يخفق ظنك أن تراها موسومة بطابع شوقي المعروف لدينا ولا اكتمك إنها أبانت لنا من خلالها شخصية وصفات أخريات له ما كنا نشعر بها لولاها وهاك هذه الأبيات تستطلعها:
انوبيس:
زعمت ابنتي الموت شخصا يحس ... وعظمت من خطبة ما صغر
وما هو إلا انطفاء الحيا ... ة وعصف الردى بسراج العمر
وليس له صورة في العيو ... ن على قبح صورته في الفكر
إذا جاء كان بغيض الوجو ... هـ وان جيء كان حبيب الصور
كليوباترا:
إذن هذا الرقط في ذمتي ... فصنها واحسن عليها السهر
واقسم لتأت ألي بهن ... ولو أن دوني الظبا والسمر
انوبيس:
يمينا بازيس احملهن ... إليك ولو في سلال الخضر!
إذا بات في خطر تاج مص ... ر سبقت إليك بهن الخطر
وإذا أنت تطلب مثالا آخر لتهدئ من ثائرتك وتصدر حكمك فتشاركني أم تناقضني - وأني لأخالك في جانبي تهللها - لا أتباطأ أن أمدك بشيء وأهديك إليه فلست أود الاستئثار بالحكم والانفراد بعواقبه فهاكه من محاورة انطوان:
انطوان:
ردي على هامتي الغار الذي سلبت ... فقبلة منك تعلوها هي الغار