اليوم تعلم روما أن ضرتها ... تقلد الغار من تهوى وتختار
واليوم تعلم روما أن فارسها ... جيش بمفرده في الروع جرار
انطونيو سيدي هل نحن في حلم؟ ... أسالم أنت؟ لا أسر ولا عار؟
وهاك أيضاً أبياتا آخر:
حابي:
لم تأت حتى جاء في آثارها ... للحب أجنحة بهن يطار
ويقال بل أخذته تحت شراعها ... ونجا به فلك لها محضار
تجري الرياح بما تشاء قلوعة ... ويسير في طاعاته التيار
ويقال غضبان عليها عاتب ... ويقال بل حنق الفؤاد مثار
وعلى صفاء العاشقين سحابة ... وعلى سلام الصاحبين غبار
آلي واقسم لا يرى في قصرها ... حتى يقوم مجده المنهار
إن البلاء اجل من ألا يرى ... ديون: عجب أتخفى في الهشيم النار؟
حابي:
انطونيو منا بأقرب ثكنة ... يدعو من الرومان من يختار
ويعد اهبته ليوم حاسم ... في البر يغسل عنه فيه العار
ويكون ميدان الرحى ومدارها ... تلك التلال وهذه الأسوار
فهناك خاتمة الصراع وموقف ... أما الدمار به وأما الغار!
ولا اكتمك أن اظهر شيء في مجال القصة وصف شاعرية الخلود المتدلهة الحسناء إذ تفتكر في قرب المنية العابسة وزوال الترف والنعيم والدلال وتيقنها بملك الأبدية ناشرا جناحيه مرنقا فوقها فجزعها كالوالهة الثكلى على حسنها الرطيب أن تمتد له يد السوء القاسية. . . ويسمو شوقي حين يصرخ كليوباترا في جزعها واضطرابها مستجيرة بالموت أن يرحم غضارة جسدها ويبقى على
. . . نضرتها ... ورداء جلبابها وزينة حالها
بل ذهب إلى ما فوق ذلك حين طلبت أن تكون ... . . . رقدتها اضطجاع دلال!