جامع مفرد تصلي فيه الشيعة وقد خرب عن آخره وكذلك المحلة لم يبق لها أثر فأما الجامع فأدركت أنا بقايا من حيطانه وقد خربت في عصرنا واستعملت في الأبنية. . . وكانت براثا قبل بناء بغداد قرية يزعمون أن عليا مر بها لما خرج لقتال الحرورية بالنهروان وصلى في موضع من الجامع المذكور وذكر انه دخل حماما كان في هذه القرية) اهـ وليس في هذا الكلام ما يدل على أن براثا هي العتيقة واستمر ياقوت على كلامه مميزاً (براثا) عن (العتيقة) قائلاً: (وقيل بل الحمام التي دخلها كانت بالعتيقة، محلة بغداد وخربت أيضاً) فهذا تصريح ظاهر كل الظهور بان العتيقة غير براثا وان المنطقة هي مسجد العتيقة لبعدها العظيم عن براثا ولان الشيعة لا يزالون يقبرون موتاهم فيها ولان مسجد براثا لم يبق له اثر عامر منذ الربع الأول منذ القرن السابع الهجري.
وذكر العلامة لسترنج في خريطة ص١٥ من تاريخه لبغداد محلة العتيقة في شرق مدينة المنصور والمنطقة اليوم في شرق مدينة المنصور إلا انه اخطأ في موضعها إذ وضعها في ما يقابل اليوم القلعة والخطأ ظاهر ووضع براثا في غرب مدينة المنصور وذكر باب محول في جنوب باب الكوفة فكأنها بين جسر الخر اليوم ومقبرة الست زبيدة أما بلدة المحول (لا محلة الباب المسمى بها) فقد وضعها في غرب محلة براثا وكلاهما على نهر عيسى (الخر اليوم) وقال ياقوت عنها في مادة المحول أيضاً) ما صورته (المحول: اشتقاقه واضح من حولت الشيء. . . بلدة حسنة طيبة نزهة كثيرة البساتين والفواكه والأسواق والمياه بينها وبين بغداد فرسخ اهـ. وفي أخبار المستعصم بالله في الحوادث الجامعة انه ركب إلى محلة باب محول وتعهدها لبعدها عن بغداد إذ ذاك.
وقال ياقوت في كرخ زمانه أي الكاظمية وتوابعها: (وعن يسار قبلتها محلة تعرف بباب المحول وأهلها سنية وفي قبلتها نهر الصراة وفي شرقيها نصب بغداد ومحال كثيرة وأهل الكرخ كلهم إمامية لا يوجد فيهم سني البتة) قلنا واسم الكرخ في آخر الدولة العباسية يعني الكاظمية بدون شك.