للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنه يرجو من الله تعالى اللطف وأن لا يحوجه إلى سواه. فهو النافع الضار والمعطي المانع. والحي

القيوم المعين. . . إلى أن يقول:

نعم أنني رأيت كرماً وافراً من الوزير ولكنني لم أرتكب الرياء بوقت. فإذا كنت وصفته فالأنصاف يقضي بذلك. ولا غرابة أن يذكر المحسن بإحسان. وعلى كل حال اللسان قاصر عن أداء الشكر خصوصاً ما نالته بغداد في زمنه من الراحة والطمأنينة والعمارة وقضائه على أهل البغي والفساد، ومجاهداته العظمى. . . اهـ

التحريات عن ترجمته في كتب المعاصرين

حاولت الإطلاع عليه في كتب المؤرخين والمعاصرين له فلم أتمكن من زيادة تكشف عن حياة هذا الرجل الكبير. والمؤرخ القدير، إلا نتفه يسيرة في تذكرة سالم أفندي قاضي العسكر، فأنه كان معاصراً له، أو أنه ذاع ديوانه وانتشر فوصل إليه لما نال من شهرة كما يتضح من ترجمته التي قصها. . . قال:

(نشأ في بغداد دار السلام. ثم تجول في بلاد الروم لتلقي (طريقة المولوية) ترك وطنه وساح للأخذ بها من أكابر رجالها فدامت تجولاته زمناً طويلاً وصرفت في سبيل قصده عناءاً عظيماً.

ولما أكمل طريقته وأتمها على أشهر رجالها في الزهد والتقوى، وأنهى مجاهداته فبلغت حدها وغايتها عكف قافلاً إلى وطنه الذي ألفه بغداد دار السلام فرجع إليها وكانت نتيجة هذه المجاهدات أن عهدت إليه مشيخة المولوية في بغداد. فبقي ملازماً تكيتها يتولى الإرشاد. وهو رئيس الحلقة المولوية. فصارت تؤخذ منه وتتلقى عنه، باعتباره شيخها والجالس على سجادتها. . .

وله قدرة تامة على قرض الشعر في الفارسية والتركية ويعد من أعاظم الشعراء الناطقين بالصدق والصادعين بالحق. وأن المقطوعة التالية من أشعاره تدل على قوة نظمه ودرجته:

يأبه قدر كي درك ايتمكه عارج أوله مز ... قيلسه سلم اكر انديشه بونه إيواني

نعمت ياك شه كونينه نه ممكنكة عزيز ...

<<  <  ج: ص:  >  >>