وهابيل ويقطان. وأحيانا لم يجروا على وجه من الوجوه. فقد ذكروا مرة جبل الكرمل بفتح الكاف والميم. والعبريون يلفظونه بفتح الكاف وإمالة الميم. والإمالة تنقل إلى العربية بكسرة أو بفتحة إذا كانت مقصورة وبالياء أو الألف إذا كانت ممدودة. فقالوا مثلا هابيل وشيت بالياء والأصل العبري بالإمالة الممدودة. وقالوا عدن وإيزابيل والأصل فيهما بإمالة العين والدال في الأولى وبإمالة الباء في الثانية وكلتا الامالتين مقصورة. وإذا كان الأمر على هذا المنحى فكان يحسن بالمعربين أن يخرجوا الأعلام على وزن يوافق لغة العرب وذوقهم فكان عليهم أن يقولوا: الكرمل بكسر الكاف والميم كزبرج على حد ما ضبطه العرب في كتبهم على حد ما يتلفظ به أهل الديار أنفسهم إلى يومنا هذا.
وقد ضبطوا صهيون مراراً لا تحصى بكسر الصاد وضم الياء ومثل هذا الوزن لا وجود له في لغتنا. وكان الأحسن أن يضبط على هذين الوجهين أما بكسر الصاد وفتح الياء
ليشابه بزبون وحرذون وجردحل وقنذفل. وأما بفتح الأول وضم الياء ليحمل على مثل ليمون وزيتون وبينون وسعدون. وأما ضبطهم فلا يوافق لفظ العبريين ولا لفظ السلف. فضبط الأعلام يغلب عليه هذا السقم فهو عيب لا يخفى على كل من له أدنى ذوق. ونحن لا نعترض له لوروده بالمئات لا بالعشرات. وكثيراً ما يرد العلم الواحد بصورتين أو اكثر، وهذا أيضاً بلاء آخر. فان القارئ يظن أن الواحد غير الآخر. ففي سفر الملوك الثاني (٩: ١٦) ابيشاي. وفي سفر أخبار الأيام الأول أبشاي (بلا ياء مثناة بعد الباء الموحدة التحتية) - وجاءت سموئيل بالصاد أي صموئيل وهو مخالف لما سمع عن السلف ولأصل اشتقاق اللفظ. وصموئيل بالصاد من أغلاط العوام ومسخ الأعلام مسخاً جائراً. وضبطت يؤاب ومآب هكذا: يوآب وموآب وكلاهما خطأ. لكن ما شاننا ورسم الأعلام فهذا بحث لا يستقصي لان الترجمة المذكورة شوهت اغلبها أقح تشويه، اللهم إلا الأعلام التي اشتهرت على السنة الفصحاء فإنها لم تصب بأذى والحمد لله.
وكثيراً ما جاء المصطلح الأعجمي بدلا من المصطلح العربي الفصيح فقد جاء مثلا في سفر الملوك الأول (١٣: ١٨) ولكنت أنت قمت ضدي. والعرب