للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلى أعلى مكانة ولهم منزلتهم المعروفة.

هذا وان شاوي بك لم يعرف عنه شيء كثير. وعلى اكثر احتمال انه كان تقربه من الحكومة زمن الوزير حسن باشا في أوائل القرن الثاني عشر. وليس لدينا تاريخ توطنه

بغداد بالضبط ولا ملازمته للحكومة ولا ائتماره بأوامرها ولا عرفنا تاريخ وفاته. . . مما بأيدينا من الوثائق. وخير وثيقة تاريخية عثرنا عليها ما جاء في حديقة الوزراء في حوادث ١١٥٢هـ (١٧٣٩م) بعد أن قص حادثة لأحمد باشا مع عشيرة القشعم حينما هاجم بنفسه وبخدمه ولم يكن معه أحد قال: (وهذه عادة لأبيه فانه فل مقدمة زبيدة بأربعة فوارس. وذلك كما حدثنيه والدي عن أبي عبد الله بك شاوي انه قال كنت مع الوزير الحسن في غزوته زبيد، وكان معنا أيضاً فارسان آخران مع الوزير يسير أمام العسكر، فاشغلنا بالصحبة، وأملينا أحاديث المحبة، حتى بعدنا عن العسكر، بحيث لا يدركنا البصر. ولم نزل سائرين، حتى أشرفنا على كثيب من رمل ممتد أمامنا. فلما صرنا فوقه، أبصرنا مقدمة الأعداء خلفه جائية وجموعهم وراءها عادية. فألويت عنان فرسي، فزجرني الوزير. وأغرنا على المقدمة، إغارة من يظن به أن قومه قريب منه فشتتنا جمعيه المقدمة بعد أن كانت مجموعة ملتئمة، واشتغل بيننا الأسمر، وجرى منهم الدم الأحمر، ولم تتلاءم الأعداء بعضها على بعض. إلا والعسكر أدركهم. ففرق شملهم بعد الاجتماع، وتركهم صرعى في تلك البقاع) اهـ. (راجع ص ٣٠٢ و ٣٠٣) ومنها تعلم منزلته ويوافق تاريخ هذه الواقعة سنة ١١١٩ هـ ١٧٠٧م.

واليك أيها القارئ ما قيل عن هذا البيت في تاريخ عنوان المجد وهذا نصه:

(ومنهم (من بيوت بغداد) بيت المجد، آل شاوي، العبيدي، الحميري، وهو بيت علم، وشجاعة، وكرم، ورئاسة، ونجابة، وأدب، وحسب، ونسب. وكانت لهم الكلمة النافذة في جميع قبائل عبر العراق: ورياسة العرب لدى وزراء بغداد، كالنعمان بن المنذر عند كسرى.

(وقد حازوا العلم، والسيف، والقلم، وسائر المفاخر. وكان يعيش في كنفهم خلق كثير ومن كل صنف، ولهم الصولة القاهرة بين القبائل) اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>