للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصبح قلبي بربخاً للهوى ... تسلح فيه فقحة الهجر

بنات وردان الهوى للبلى ... أصبر من ذا الوجد في صدري

خنافس الهجران أثكلنني ... يوم تولى معرضاً صبري

أسقم ديدان الهوى مهجتي ... إذ سلح البين على عمري

قال وسألت الشرابي أحمد عن مثل بذلك فقال لقيناهم في مقدار صحن بيت الشراب. فما

كان بقدر ما يصفي الرجل دناً حتى تركناهم في أضيق من رطلية فقتلناهم. فلو رميت تفاحة ما وقعت إلاَّ على أنف سكران. وعمل أبياتاً في الغزل فكانت:

شربت بكأس للهوى نبذة معا ... ورقرقت خمر الوصل في قدح الهجر

فمالت دنان البين يدفعها الصبى ... فكسرن قرابات حزني على صدري

وكان مزاج الكأس غله (علة) لوعة ... ودورق هجران وقنينتي عدر (غدر)

قال وسألت عبد الله بن طاهر عن مثل ذلك وكان طباخاً، فقال لقيناهم في مقدار صحن المطبخ فما كان بقدر ما يشوي الرجل حملا حتى تركناهم في أضيق من موقد نار فقتلناهم فلو سقطت مغرفة ما وقعت إلاَّ في قدر. وعمل أبياتاً في الغزل فكانت:

يا شبيه الفالوذج في حمرة الخدم ... ولوزينج النفوس الظماء

أنت جوزينج القلوب وفي اللين ... كلين الخبيصة البيضاء

عدت مستهتراً بكسباج (بسكباج) ود ... بعد جوذابة بجنب شواء

يا نسيم القدور في يوم عرس ... وشبيهاً بشهدة صفراء

أنت أشهى إلى القلوب من الزبد مع الز ... سبان (النرسيان) بعد الغداء

أطعم الحاسدون ألوان غم ... في قصاع الأحزان والأدواء

قد غلا (غلى) القلب مذ نأت عنك ... داري غليان القدور عند السلاء

هام قلبي لما كسرن غضارات ... سروري مغارف الشحناء

<<  <  ج: ص:  >  >>