للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عباراتها، فإذا رأى فيها ما ينقر، نقره، لا بمنقار الطائر، بل بمنقار الرخام (المعروف عند العوام المتتركين بالمرمرجي). وقد عالج مراراً ردوداً على هذه المجلة فانقلبت عليه ويلا وثبوراً، فكانت كل نقرة ردت إليه آذته لأنها ردت إلى صدره من باب الارتكاس. فكان ينتبه من غفلته، أو نومته، فيسكت قابعاً زمناً في مكمنه. وقد عاد في ٢٤ أيلول إلى النقر مرة أخرى، وخيل إليه هذه الدفعة أن نقرته هذه تفلق صفاتنا وتظهر غلبته وفوزه، إذ يدعي إن البحث الذي يتعرض له هذه الكرة هو من خصائصه التي تفرد بها دون غيره ولهذا وقع رده بقوله: (يقظان). فما وقع نظرنا على العنوان الذي وسم به مقاله وهو (كلمة (توراة) وشطط بعضهم) حتى عرفنا

صاحبه، ولما رأينا في ذيله (يقظان) قلنا: هذا صاحبنا النكرة إذ ليس في بلادنا، من المتبجحين، المتصلفين، المعجبين بأنفسهم سوى هذا الرجل المطرمذ، ولما وقفنا على كلامه، قلنا: قد برز الثعيلب من مكمنه:

عنون هذا الرجل مقاله بما يشم منه رائحة جهل الغير وعلمه الشهير، وذيله بما يشعر انه هو (اليقظان) ومن سواه غافل نائم. فهل بعد هذا الادعاء الفارغ ادعاء افرغ منه؟

قال الرجل النكرة عن مقالتنا (ترجمات التوراة) (لغة العرب ٨: ٦٦٥ وما يليها): (للمقال عنوان عربي وهو: (ترجمات التوراة) وعنوان فرنسي وهو: فقد جاء العنوان الفرنجي صحيحاً. . . وظهر العنوان العربي بعيداً عن الصواب لكونه أوسع من الموضوع. فان عبارة (ترجمات التوراة) لا تعني الترجمات العربية بل جميع الترجمات إلى مختلف اللغات. . . وهذا من الغرابة بمكان في من يدعي (الإمامة والعصمة في اللغة العربية). . . ثم هناك شطط آخر، بل ظلال (كذا) علمي (كذا) أقبح وهو (كذا) أن كلمة (توراة) أطلقت في المقال بنوع لا تنطبق معه على المسمى المراد ولا تقابل لفظة. . توراة تعني. . . كتب موسى الخمسة وأحياناً من باب الإطلاق على (كذا) جميع كتب (اليهود) المنزلة، أما عند المسيحيين فالأسفار الإلهية مقسومة إلى قسمين كبيرين. . . العهد القديم. والعهد الجديد. . ويطلق

<<  <  ج: ص:  >  >>