للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على (العهدين معاً) اسم شامل هو (الكتاب) أو (الكتاب المقدس) أو (الكتب المقدسة). وعند الغربيين يقال: أو

هذا ملخص ما جاء في كلام النقار النفاج وقد حذفنا منه عبارات السب والشتم والادعاء الباطل والصلف والعجب تاركيها لنفسه. فنقول:

قوله (التوراة) غير (الكتاب) وهذا غير تلك يكذبه جميع علماء العرب (غير ملتفتين إلى علماء اليهود والغربيين والآراميين) إذ هذا الأمر يخرجنا عن موضوعنا، ونحن نذكر هنا الشواهد مفصلة، لا كما يفعل هو إذ ينكر الأمور ولا يستشهد عالماً ولا كاتباً ولا ولا ولا.

أما إن التوراة هي الكتاب والكتاب هو التوراة خلافاً لما زعم، فصريح الورود في كتب التفسير. قال ابن جرير الطبري المتوفى سنه ٣١٠هـ (٩٢٢م) في كتابه جامع البيان ٣: ١٤٥ من طبعة بولاق الأميرية في سنه ١٣٢٤م في تأويل هذه الآية: (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم

معرضون). . . أولى الأقوال في تأويل ذلك عندي بالصواب أن يقال أن الله جل ثناؤه أخبر عن طائفة من اليهود الذين كانوا بين ظهراني مهاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عهده ممن قد أوتي علماً بالتوراة أنهم دعوا إلى (كتاب الله) الذين يقرون أنه من عند الله وهو (التوراة) في بعض ما تنازعوا فيه. هم ورسول الله - صلى الله عليه وسلم -. . . وإنما قلنا أن ذلك الكتاب هو التوراة لأنهم كانوا بالقرآن مكذبين وبالتوراة بزعمهم مصدقين. . .) أهـ وقد كرر مثل هذا التعبير مراراً لا تحصى مسمياً الكتاب التوراة والتوراة الكتاب. - وقال قبل ذلك تفسيراً لهذه الآية: (إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق) يعني بذلك جل ثناؤه: إن الذين يكفرون بآيات الله أي يجحدون حجج الله وأعلامه فيكذبون بها من أهل الكتابين التوراة والإنجيل) أهـ (٣: ١٤٤).

فقد رأيت من هذا النص الجلي إن التوراة هي الكتاب والإنجيل هو الكتاب. فالكتاب اسم جامع يطلق على كل من العهدين القديم والجديد. كما أن لفظة (التوراة) وحدها تعني ذلك عند النصارى على ما في دائرة المعارف للبستاني.

فالطبري مسلم من أهل المائة الرابعة للهجرة (والنكرة) من أبناء

<<  <  ج: ص:  >  >>