النصارى في المائة العشرين. المسلم عرف اصطلاح اليهود والنصارى. والمسيحي جهل مصطلح آبائه وأجداده. فماذا يحكم في رجل يتعرض لمما لا يعنيه. أليس من الحق أن نقول له: ليس هذا بعشك فادرجي، وأن أنفك في السماء وا. . . في الماء؟
هذا في نظر أهل التفسير والتأويل من الأقدمين. وأما اللغويون من (العرب)(لا من الدخلاء الشعوبية) فلا يقولون: إلاَّ قولهم. جاء في تاج العروس في مادة ك ت ب:(الكتاب: التوراة. وكذا في القاموس وجميع كتب اللغة لأصحابها المسلمين. وكذا يقال عن النصارى. قال في محيط المحيط في مادة ت ور: التوراة والتورية: أسفار موسى الخمسة معرب ثوره بالعبرانية ومعناها شريعة ووصية ج توراة (كذا) وتوريات. ويطلق على العهد القديم كله وربما أطلقت على مجموع العهدين. أهـ
وفي الفرائد الدرية في اللغتين الفرنسية والعربية للأب بلو اليسوعي جاءت كلمة منقولة إلى العربية هكذا: التوراة، الكتاب المقدس، أهـ ومثل هذه الشواهد لا تعد ولا تحصى، وإنما اجتزأنا بما ذكرنا تخفيفاً لهذا العبء على المطالع، فمن أنت يا أيها النكرة بعد هؤلاء
العلماء والأعلام؟ ولو كان لك أدنى غيرة على شرفك وشرف الرتبة التي تنتسب إليها لكسرت قلمك إلى أبد الدهر ولعدت إلى مهنة آبائك الأولى التي لا تزال تعطف عليها بالفطرة التي فطرت عليها، ولما عالجت بحثاً لست أنت من أهله في شيء كما اتضح سابقاً مما تعرضت له من الموضوعات، وما تعرضت له الآن فانكشفت عيوبك للجميع وبان ما أنت عليه من الجهل والاختلاط. إذن ليس هذا بعشك فادرجي).
فما كان أغناك عن هذه الفضيحة التي فضحت بها نفسك عند قدومك إلى زورائنا فشابهت بعملك هذا عمل الظربان في الغنم.
وأما مخالفتنا بين العنوانين العربي والإفرنجي في ما نحرره ويحرره غيرنا، فلان العنوان العربي للعرب الذين يفهمون من أدنى إشارة، والعنوان الإفرنجي هو لأبناء الغرب ولمن كان غليظ الفهم. والعربي يفهم إذا قلنا له: أترجم لك كلام هذا الأجنبي. إذ معناه: أنقله لك بلسان عدنان. فلا حاجة لنا بعد ذلك