للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والشعراء والأدباء المشاهير، مثل الازري، والبيتوشي، والتميمي، وعمر رمضان. لم يظهروا إلاَّ في هذا الوقت، وما يليه، وحينئذ أخذت السياسة تستخدم بعضهم وتنكب عن آخرين، ثم مشى على طريق هؤلاء ثلة من الأدباء.

وهذا الوقت يعد طليعة النهضة العلمية والأدبية في العراق.

وعلى كل أن هذا البيت موطن العلماء، والأدباء، وساسة البلاد. نتج علاقات متينة ومحكمة بين قوم وقوم. وان المترجم كان في الحقيقة خريج هذا الديوان في مباحث علمه، ونهج معرفته، وطريق أدبه، وانه لم يترك مزاولة الآداب حتى في أيام نكبته.

مؤلفاته.

في هذا الدور من حياته وضع بعض المؤلفات، وكان ذلك قبل مزاولته السياسة، وتحمله أعباءها. فمما وصل إلينا منها:

١ - نظم القطر. الأصل (قطر الندى) لابن هشام: وهو متن نحوي مشهور، يقرا في كتب الجادة (أي الكتب المعتادة قراءتها بالترتيب). فالمترجم نظم بصورة أرجوزة على نمط ألفية ابن مالك. وعرفت هذه المنظومة (بالمنظومة السليمانية). وقد شاهدت هذه المنظومة مشروحة وأولها:

قال سليمان بن عبد الله ... الحمد لله بلا تناهي

مصلياً على النبي احمدا ... وآله وصحبه أهل الهدى

وبعد فالشيخ إمام العصر ... أمرني بنظم متن القطر الخ

ولا أرى في صدري حاجة إلى بيان الموضوع، بعد أن يكون متن القطر مطبوعاً ومعروفاً. وقد شرح هذه المنظومة العلامة الشيخ يوسف بن أحمد بن يوسف العبادي البغدادي. هكذا وصف نفسه في عنوان الكتاب، وأول الشرح (الحمد لله الذي انطق لسان حال الوجود بالإقرار بوحدانيته الخ) ونعت المترجم بالكريم ابن الكريم، ملك حمير على الإطلاق، وملجأ الأفاضل إذا ضاق الخناق، إلى أن يقول: ووجدته قد نظم مقدمة ابن هشام في النحو، المسماة بقطر الندى، فأردت أن أعمل لها شرحاً يبين مراده، ويعمم مفاده، واجعله هدية لسدته العلية، وكعبته السنية (إلى أن قال): وسميته (بالجمانة السنية، في شرح

<<  <  ج: ص:  >  >>