الخيار لما افترقنا). وقال آخر:(لو كنت من مازن لم تستبح ابلي) ويكون فعل الشرط ماضياً ومضارعاً كما رأيت وكقول كثير:
رهبان مدين والذين عهدتهم ... يبكون من حذر العذاب قعودا
لو يسمعون كما سمعت كلامها ... خروا لعزة ركعاً وسجودا
وقال تعالى:(ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم) وقد يحذف خبرها ويدل عليه ما قبله كقول علي (ع) لحبيب بن مالك صاحب شرطته كما في (١: ٢٧٧) من شرح ابن أبي الحديد (وأنت ههنا اعظم غناءاً منك لو كنت معهم) وتنوب (لو) عن (إن) الشرطية الوصلية كقوله تعالى (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم) وراجع (٧: ٦٤٠) من لغة العرب، ولا تؤمن بقول مؤلف تذكرة الكاتب اسعد خليل داغر (وكثيراً ما يستعملون الحرف (لو) مكان (إن) فيقولون. . . لا ارهب جانبهم ولو كن وحدي. . . والصواب: وان كنت) فهو قول من لا يعتمد عليه ولا يركن إليه لأن حلول (لو) محل (إن) قد نبه عليه العلماء ودرسه الطلاب قال المبرد محمد بن يزيد المتوفى سنة (٢٨٥) هـ في (١: ١٩٤) من كاملة تفسيراً لقول الأخطل:
قوم إذا حاربوا شدوا مآزرهم ... عن النساء ولو باتت بأطهار
ما نصه (وقوله: ولو باتت بأطهار، ف (لو) أصلها في الكلام أن تدل على عدم وقوع الشيء لعدم وقوع غيره تقول (لو جئتني لأعطيتك ولو كان زيد هناك لضربته) ثم تتسع فتصير في معنى (إن) الواقعة للجزاء تقول: أنت لا تكرمني لو أكرمتك، تريد: وان أكرمتك، قال الله عز وجل: وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين) فما عليك من جهل داغر لهذا ضرر ولا تبعة ولا اقتداء.
١٧ - وقال (وقولهم: أخذت ما يقوم بمصارفاتي. ولا أدري من أين أتوا بالمصارفات، فهم يريدون: المصروفات بمعنى النفقات) قلنا: نحن ندله على مأتى المصارفات، فالمصرف
كالمطلب والمذهب والمقصد والمبحث مصدر تعددت أنواعه فاستوجب الجمع فصار (مصارف) ثم جمع جمعاً سالماً فصار (مصارفات)