للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشمريين. وربما كان الهيكل (إهر سجكالما). والزقورة الكبيرة من الزقورتين يعودان إلى (انينة) معبودة الشمريين والصورة الأولى لاشتر، إلا انه لم يعثر إلى هذا الحين على برهان جازم يفصح عن الآلهة لمن كانت هياكل هرسجكالما مرصدة.

ويقتضي أن الزقورتين كانتا قائمتين في زمن مجد سرجون الأول ومملكة أكد، إذ أن قلبيها اتخذا من الآخر المسطح المقبب. وأهمل استعمال هذا النوع من الآجر بعد إخضاع

الساميين للشمريين. وقد ظهر أن الزقورة الكبيرة جددها سرجون نفسه وأعاد وجهها بالآخر المربع الضخم الذي كان يستحسنه.

وبعد أن يدور الزائر حول الزقورتين يأتي إلي بناء كان نقب فيه المسيو (دي جنوياك) سنة ١٩١٢. وتثبت أنواع الآجر المبنية به الجدران العالية. إنَّ هذا البناء جدد أيضاً عدة مرار، ويظن أنه جزء من هيكل (؟) (لانينة) وستنكشف حقيقته بعد تنقيب يمعن فيه، كما أنه يعتقد أن الهيكل الذي تعود إليه الزقورة الصغيرة واقع في رواب كبيرة مجاورة لها.

وفي جنوبي هذا الهيكل، وعلى قرب منه، يرى خليط من التلول هي أنقاض تدل على موضع القصر المحصن العجيب لملوك كيش، وربما كانوا من السلالة الثانية، وبني ذلك القصر وأضيف إلى بناءه فترك قبل ٣٠٠ ق. م. وإذا جال الزائر بين الروابي وقف بغتة على فناء دار رحيب، أمام وجهه بناء يذهل الناظر إليه، وهنالك درج عريض ومنخفض ذو أربع عشرة مرقاة، ولم يبق منها شيء غير اللبن ولكن ينبغي أنها كانت في بادئ أمرها مكسوة بمادة أصلب، ولعل تلك المادة كانت النحاس الأحمر، إذ يظهر أنه كانت للشمريين كمية وافرة من ذلك المعدن، ولا ريب في أنه كان لصف العمد القائمة في أحد أطرفا الفناء منظر هائل حين ذاك، كما إنه لا يشك في أن تلك الأساطين الشامخة كانت مغشاة بالمعدن، أو يحتمل أنها كانت مرصعة بالصدف والمحار ومحفورة في الحجر الكلسي على شكل يرى في القطع التي عثر عليها في الغرف المجاورة لا، وتلك القطع على جانب عظيم من الرونق والإتقان تروق الألباب. (راجع المحفورات في تل العبيد).

<<  <  ج: ص:  >  >>