للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وينجلي كل الانجلاء للجوابة الخبير أن هذا القصر العظيم أكتسح وأحرق وربما حدث ذلك في سقوط السلالة التي أضافت إلى القصر جبهته القائمة على العمد. وهناك ما يدل دلالة لا ريب فيها على أن حماة الحصن دافعوا دفاع الأبطال وما زالوا يقاومون، الأعداء مدة طويلة ويتنقلون من غرفة إلى أخرى، وأقاموا الموانع هنا وهناك بسرعة بعد أن اقتحمت أسوار القصر المحكمة التحصين.

ووقع على صفيحة صغيرة من حجر الكلس في إحدى الغرف فيها من أقدم خط الشمريين المعروف، وهي محفوظة الآن في المتحفة في بغداد. وتعود رسومها الرمزية إلى زمن أقدم من زمن ذلك القصر، ويجوز إنها اذخرت كذكرى منقولة أو كمطرقة من حجر.

وقبل مغادرة هذا الموقع المفيد يجب زيارة مسكن النساخ المنهدم الواقع على ربع ميل من غربي القصر. فقد عثر على عدد كثير من الصفائح اللغوية والنحوية والدينية في دور متخربة من عصر (إسن) وعصر بابل الجديد. وكثير من تلك الصفائح مسطر على شكل دفاتر هذا اليوم. والبعض منها ملقى في الأزقة الضيقة، وفي ذلك ما يذكرنا بأن في تلك الأيام القديمة نفسها كان الأولاد الصغار يذهبون إلى الكتاب على رغم من إرادتهم.

وإلى ما وراء أبنية هيكل (هرسجاكالما) تنساب تلول واسعة الامتداد وتتصل بتخوم المدينة الشرقية. وربما كانت تلك الروابي بيوتاً عديدة للمأوى، وفيها ما يبين أنها سكنت إلى زمن الفرس وعصر الفرثيين. ولكن لم يقم أحد بتنقيب هذه المنطقة تنقيباً منظماً.

وقد استفيدت فائدة جليلة جمة من الحفريات التي قام بها في أخريات الأيام، الأستاذ (لنغدن) المدير العام لبعثة كيش، في محل يسمى (جمدة ناصر) على خمسة عشر ميلاً من الشمال الشرقي، ولا جرم أن هذه الأخربة ترجع إلى ما يسبق تاريخ الشمريين، والآجر هنالك قائم الزوايا. ولكنه يختلف كل الاختلاف عن الآجر الذي حل محل المسطح المقبب. والخزف المطلي يشبه نماذج الخزف القديمة جداً التي كشفت في السوس وميشان في عيلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>