بابلو (بابل) - (هي بابل المذكورة في التوراة: سفر الملوك الثاني ١٧: ٣٠ ودانيال ٤: ٣٠ الخ). وهي على مسافة ٥٤ ميلاً من بغداد في السيارة. وأما من الحلة فعلى ثلاثة أميال.
يقال ساكن الأسد الوزغة حيث كان يعز جمشيد ويشرب. (بيت شعر فارسي) لا ترى مدينة من المدن يصح فيها قول الشاعر الفارسي كما يصح في بابل، لما يرى فيها من الخراب الهائل الموحش، واللبن الممل بوحدة لونه. فلقد أنقرض الأسد الآن من أرض الرافدين - إلا أن الحاكم التركي في الحلة أهدى إلى (لايرد) في نصف القرن المنصرم أسدين كانا آخر نوعهما في هذه الديار، بيد أن الضبع والثعلب يحلان محل الليث. وهناك أبارص صغيرة تسرح على الروابي التي يعلوها الغبار.
ولو خرقنا بفكرنا الستار الحالي، ستار الخراب السائد في هذه المدينة، وعبرنا تلك الأيام حين كانت بابل في أبان مجدها وذروة عظمتها في عصر نبو كدراصر الثاني، لرأينا مزايا عجيبة في أكوام اللبن المتراكمة وربما ظهر فيها بعض الرونق.
ومن ير بابل المرة الأولى يرتبك في منطقة الأخربة الفسيحة التي تكاد تتشابه في الحجم واللون، وعليه يشار على الباحث أن يباشر مشاهدة هذه المواطن القديم آخذاً بكويرش، وهي قرية صغيرة يسكنها الأعراب في يومنا هذا، وواقعة على ضفة النهر، وسكنها الأثري الألماني (الدكتور روبرت كولدواي) مدة تنقيبه الطويل الذي بدأ به في سنة ١٨٩٩ وانتهى عند نشوب الحرب العظمى. ويقع تل القصر في شرقي القرية تواً، ويتضمن ذلك التل أهم أبنية المدينة الجليلة التي كاد يعيدها نبو كدارصر كلها لتكون آية لمجده وجلاله (دانيال ٦: ٣٠) وهناك طريق آثار أقدام تمتد من جانب التل الشمالي فتمر بالزاوية الشمالية الغربية من جدار المدينة الداخلي إلى أن تؤدي إلى أسد بابل الشهير الواقع على مرتفع صغير محاطاً بغدران مملوءة قصباً، وهذا الأسد متخذ من البصلد وهو كبير واقف فوق رجل مضطجع.
ويرى على قرب من ذلك الأسد الطريق المقدسة، وهي طريق مرتفعة