معتدلة كانت في حينها مبلطة بقطع كبار من حجر الكلس، وكان يسار عليها بالآلهة في كل رأس سنة باحتفال جليل فتنقل إلى هيكل مردوك المسمى (إي ساجلا) أهم هياكل بابل.
وكان يقوم على جانبي الهيكل جدران فيها رسوم السباع الهائلة بحجم طبيعي وأسود وثيران وحيوانات خرافية محفورة حفراً تتألف فيه الألوان الزاهية ومصنوعة بإتقان فاق به الحذاق البابليين سواهم، وكان في الجانب الأيمن قصور وفي الجانب الأيسر هيكل (نن مخ) الآهة الأمهات، وكانت النساء تنذرن لها التماثيل بشكل والدة وأبنها لتمن عليهن بولد.
ويحسن بالزائر أن يلاحظ عند مروره بباب أشتر اقيسته الخارقة العادة. ذلك الباب الفخم الزاهي إلى هذا العهد مع أنه في حالة خربة. ولا جرم أن هذا الباب بابان لان جدار المدينة الداخلي كان مزدوجاً. ويحتوي ذلك الباب على ما يشبه فناء وسطاً ناشئاً من تشييد جدار في كل جانب منه يمر الواحد بالآخر. وارتأى بعض الثقات أنَّ دانيال حين القي في جب السباع كان هذا الجب الخندق الواقع بين الجدارين وكانت السباع فيه معتقلة (دانيال ٦: ١٦). ولباب أشتر طبقان، وكانت الطريق المقدسة تمر بطبقته العليا المزخرفة بالحيوانات بحجمها المألوف ومنحوتة نحتاً محكماً والمدهونة بألوان بديعة. وأما الطبقة السفلى فكانت غرفاً وآزاجاً تحت الأرض، وكثيراً ما تشبه السراديب التي يسكنها أهل
العراق في عصرنا هذا، وهم يشيدون بعضها تحت الأرض هرباً من حر الشمس اللافح في القيظ، ويرى أيضاً في ذلك القسم من الباب حيوانات منحوتة ولكن يظهر أنها لم تلون قط.
وتل القصر كله الواقع في شمالي باب أشتر وجداره كتلة من الآزاج المتداخلة وكلها متهدمة، ويتعذر الوقوف على خطة البناء الأصلية. ولكن كانت تقوم في هذا التل قصور (نبوبلصر) وقصور نجله نبو كدراصر الثاني، الذي حاز من الشهرة ما يفوق شهرة والده.
وقد سعى الألمان ههنا سعياً محموداً حتى انجلت لهم رسوم الطبقة الأرضية من الأفنية الواحد بعد الآخر فضلاً عن رسوم عدة غرف محاطة به. ويدعون أن في