هذا التل كانت (الجنان المعلقة) الشهيرة المعدودة من عجائب الدنيا السبع، وكان في التل أيضاً غرفة عرش نبو كدراصر التي ظهرت فيها لبلشصر اليد المنبئة الكاتبة على جدرانها (دانيال ٥: ٥) قبل احتلال كورش الفارسي تلك المدينة (٥٣٩ ق. م) بيد أنه لا يرى فيه ما يفصح عن عظم بابل في سابق عهدها سوى عقود الأبنية التي كان عليها بناء ضخم فضلاً عن رسم ردهة انهدمت جدرانها منذ زمن طويل فأصبحت تراباً.
وتنحدر الطريق المقدسة إلى ما وراء القصر شيئاً فشيئاً فتمر بهيكل أشتر و (تل المركز)، وهو أخربة دور سكنت في عدة عصور، ويقع هذا التل على يسار القصر، ثم تنعرج الطريق انعراجاً قويماً فتتجه نحو (تل عمران).
وتمكن المنقبون الألمانيون من أن يقعوا هنالك على رسم الطبقة الأرضية (لأي سجلا) هيكل الإله القهار مردوك بين خليط كثير من اللبن والأنقاض. ولكن لم يبق شيء الآن ينطق بجليل مجد ذلك الهيكل الذي أمر حمرب أن تدون شرائعه فيه على صفيحة حجر عظيمة. وبعد سبعة عشر قرناً عقد فيه قواد الاسكندر مجلساً بعد وفاة زعيمهم، ويرى إلى شمالي الهيكل كل ما بقي من (أنتمن انكي)(دار حجر أساس السماء والأرض)، وهي برج بابل العظيم ذو الطبقات السبع الواقع الآن في حفرة كبيرة يغمر الماء قسماً منها في الشتاء، وهو من غريب الاتفاق.
ويمتد من هيكل مردوك ممر يؤدي إلى مركز الجسر الذي كان يجمع قسمي بابل أحدهم إلى الآخر وكلاهما راكب ضفتي النهر، ولا تزال أسس ادعمة الجسر ظاهرة في ثغور
عقيق النهر القديم وكان واقعاً في شمالي تل عمران على ما يرى اليوم وقوعاً قاصداً، ويتسنى للجوابة الواقف فوق هذا التل أن يطلع على وضع الأخربة العام، ومن ثم يسير إلى المسرح اليوناني المشيد قبل موت الاسكندر في بابل (٣٢٣ ق. م) بنحو سنتين، ولسوء الحظ لم يبق من المسرح المتدرج شيء غير خطته الخارجية.
ويمكن اقتفاء أثر خطوط جدران المدينة من قمة (تل حميراء) القائم على شمال شرقي المسرح وبالقرب منه، ويبلغ محيط الجدار نحو عشرة أميال وكان