للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حديث القدماء والحديث النبوي فعسر التميز، ثم أن تفسير أبي الهلال لو كان مرجعاً لكان المألوف يقضي أن يقال: (ظالماً ومظلوماً) بالواو ولا محل للإباحة فيكون على غرار قوله تعالى (الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم) فنحن نرى أن المراد ب (ظالماً) ظالم لنفسه وقد قال تعالى (وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) فهم الظالمون لأنفسهم والمراد بالمظلوم معروف فاللازم نصره أن لم يكن مظلوماً فهو ظالم لنفسه محتاج إلى النصر من هذه الجهة، فهذا القول إسلامياً اكثر منه جاهلياً، والمراد بالنفس ههنا الأجساد لأن النفس إمارة بالسوء.

العجعجة والكشكشة والغمغمة

وذكر في ص ١٣ بعض لغات العرب فقال (كجعجعة قضاعة. . . وكشكشة أسد) وعلق به: (العجعجة: قلب الياء جيماً بعد العين وبعد الياء المشدودة فيقولون في الراعي: راعج: وفي كرسي: كرسج). والكشكشة، جعل الكاف شيئاً في خطاب المؤنث). - قلنا: ليست ياء الراعي مشدودة فيصح التمثيل بها، ثم أنه ذكر في حاشية (ص ١٦) عن العقد الفريد (إن معاوية قال يوماً لجلسائه: أي الناس افصح؟ فقال رجل من السماط يا أمير المؤمنين: قوم قد ارتفعوا عن رتة العراق وتياسروا عن كشكشة بكر وتيامنوا عن فشفشة تغلب، ليس منهم غمغمة قضاعة. . .) فحصل بين نقلي الأستاذ الزيات تعارض لأن العجعجة كانت لقضاعة فصارت لهم الغمغمة، وكانت الكشكشة لأسد فنسبت هنا إلى بكر، وهذه النادرة ربما نقلها ابن عبد ربه عن كامل المبرد (راجع ٨: ٥٠ من لغة العرب) وتكلمنا على

الطمطمانية والغمغمه (راجع ٧: ٥٧٧) وق اختلف في تخصيص هذه اللغات بأصحابها ففي (١: ١٣٣) من المزهر ما نصه: (ومن ذلك العجعجة في لغة قضاعة يجعلون الباء المشددة جيماً بقولون في تميمي: تميمج) وفي ص ١٣٤ منه (وإبدال الياء جيماً في الإضافة نحو غلامج. وفي النسب نحو بصرج وكوفج) مما يدل على النقل العمومي والقمشي، فيجب موافقة قول الزيات المذكور في العجعجة لهذين القولين المنقولين عن المزهر أو حصوله على نص في العجعجة بأنها قلب كل ياء متطرفة جيماً ليصح

<<  <  ج: ص:  >  >>