للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأرسله أبو سفيان يأمرهم بالرجوع ويقول: قد نجت عيركم وأموالكم فلا تحرزوا أنفسكم أهل يثرب فلا حاجة لكم فيما وراء ذلك، إنما خرجتم لتمنعوا عيركم وأموالكم وقد نجاها الله. فان أبوا عليك فلا يأبون خصلة واحدة: يردون القيان، فعالج قيس ابن امرئ القيس قريشاً فأبت الرجوع، قالوا: أما القيان فسنردهن - فردوهن من الجحفة -). قال ابن أبي الحديد: (لا اعلم مراد أبي سفيان وهو الذي أخرجهن مع الجيش يوم أحد؛ يحرضن قريشاً على أدراك الثار، ويغنين ويضربن الدفوف، فكيف نهى عن ذلك في بدر وفعله في أحد؟) أقول: لا يخفى السبب على ذي بصيرة مثل ابن أبي الحديد، فان القيان إذا رجعن إلى مكة، لم يبق لا غلبهم رغبة في المكوث ببدر، لأنهم لهاؤون قصافون، فتكون نهاية أمرهم العودة، وقال الواقدي في المطعمين في بدر من المشركين: (المتفق عليه ولا خلاف بينهم فيه تسعة فمن بني عبد مناف (الحرث بن عامر نوفل بن عبد مناف) و (عتبة وشيبة ابنا ربيعة بن عبد شمس) ومن بني أسد بن عبد العزى (زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد) و (نوفل بن خويلد المعروف بابن العدوية) ومن بني جمح (أمية بن خلف) ومن بني سهم (نبيه ومنبه ابنا الحجاج) فهؤلاء تسعة) وروى محمد بن اسحق أن العباس بن عبد المطلب كان من المطعمين في بدر وكذلك طعيمة بن عدي بن نوفل كان يتعقب هو وحكيم والحارث بن عامر بن نوفل وكان أبو البختري يتعقب هو وحكيم بن حزام في الإطعام وكان النضر بن الحارث بن كلدة ابن علقمة بن عبد مناف بن عبد الدار من المطعمين فهذه الأنباء كافية للدلالة على ما قدمنا من دعوى أن العرب كان تعاهد وتكافل وتلهو وتقصف في مواسمها وأسواقها.

لغة قريش وباقي اللغات

وقال في ص ١٤ عن العدنانيين (ففرضوا لغتهم وأدبهم على حمير الذليلة

<<  <  ج: ص:  >  >>