للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(تل العبيد)

هو على مسافة أربعة أميال من (أور) بالسيارة، وفي الغرب الشمالي الغربي منها.

اكتشف الدكتور (هل) من المتحفة البريطانية هذا التل سنة ١٩١٩ وفيه فائدة جزيلة وان كان صغيراً. وحفر (هل) بعضاً منه، فاستخرج عدداً كثيراً من مصنوعات نحاسية، واسود، رؤوس، وما يشبه ذلك. وكانت هذه العاديات جزءاً من بناء بارز الشكل أقيم للزخرفة.

وأتم المستر (س. ل. وولي) تنقيب هذا الهيكل المهم في موسم سنة ١٩٢٣ - ١٩٢٤ نيابة عن المتحفة البريطانية ومتحفة جامعة (بنسلفانية) المشتركتين في هذا البحث، واظهر الأثري الآنف الذكر، أن هذا المعبد أعيد في ثلاثة أزمنة مختلفة، زكم حسن الحظ أنه عثر هنالك على صفيحة رخام مخطوط عليها بالخط المسماري ما يلي: (ننخرسج، بنى أأنيبده) ملك أور وابن (مس أنيبده) ملك أور هيكلا ل (ننخرسج).

ويدل كلا التاريخين على أن البناء الأصلي يرجع إلى سلالة أور الأولى، كما أنهما يذكر أن المعبودة التي كان الهيكل مرصداً لها. وكان هناك أيضاً جعل من ذهب فيه اسم (أأنيبده) فيحتمل أنه كان جزءاً من مستودع الأساس. ولا يعرف شيء عن المعمار الثاني

لهذا الموطن؛ سوى أنه اتخذ للبناء آجراً كبيراً مربعاً مطبوعة عليه أصابع الصانع، ولكن لم ير في أي آجرة منه الخط المسماري. والملك الثالث؛ وهو الأخير الذي أقام البناء في ذلك المكان، هو (دنجي) ثاني ملوك (أور) ومن سلالتها الثالثة.

واعجب مزية هيكل (تل العبيد) زخرفة المعبد الاقدم، إذ هو آية في صنع الحفر والإتقان، ويظهر فيه الحيوان منحوتاً في حجر الكلس والمحار، وتبرز الحيوانات منه بروزاً، وعيونها مرصعة بالنحاس الأحمر، وترى الأزهار موضوعة في أصص. وشرفاتها من حجر الكلس، ويتخللها حجر الرمل الأحمر والمعجون الأسود، فضلا عن الأعمدة المزينة بالمكعبات المصنوعة من جحر الرمل والصدف والمعجون، فاصبح الكل بدعة في الزينة، تألق بها معبد الآلهة أيما تألق. ومن ظريف ما رسم في إفريز حجر الكلس، الحيوانات التي فيها صورة حلب اللبن،

<<  <  ج: ص:  >  >>