للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ويستدل القائلون بأن أبناء البنات أبناء بأدلة منها:

ما ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال- في الحسن بن علي -رضي الله عنه-: "إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين" (١).

ولأن أهل العلم قد أجمعوا على تحريم بنت البنت من قول الله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ} [النساء: من الآية ٢٣] (٢) (٣)؛ فدل ذلك على أن بنت البنت تسمى بنتا.

وخالف آخرون، فقالوا: إن تسمية الحسن والحسين -رضي الله عنهم- أبناء إنما هو من خصائصه -صلى الله عليه وسلم- (٤) أو أن هذه التسمية على المجاز لا الحقيقة (٥).

فينبغي إذا التنبه إلى أن بعض من استنبط أن أبناء البنات يسمون أبناء إنما عني بذلك تسميتهم مجازا. وينبني على هذا أن الابن من البنت لا يدخل عندهم في الوصية والحبس.

وممن يرى ذلك ابن العربي، حيث قال -في قوله تعالى: {نَدْعُ أَبْنَاءَنَا} -: هذا يدل على أن الحسن والحسين ابناه، وقد ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال- في الحسن-: "إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين". فتعلق بهذا من قال: إن الابن من البنت يدخل في الوصية والحبس، وليس فيها حجة؛ فإنه يقال: إن هذا الإطلاق مجاز (٦).


(١) أخرجه البخاري، كتاب: الصلح، باب: قول النبي -صلى الله عليه وسلم- للحسن بن علي -رضي الله عنهم-: "ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين"، وقوله جل ذكره: {فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا}، رقم: ٢٥٥٧، ج ٢/ ص ٩٦٢.
(٢) وتمام الآية: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (٢٣)}.
(٣) انظر: الجامع لأحكام القرآن ج ١٦/ ص ٧٠.
(٤) ذكره ابن حجر في تحفة المحتاج ج ٦/ ص ٢٦٦، ونقله إلكيا في أحكام القرآن ج ٢/ ص ٢٨٦، والسيوطي في الإكليل ج ٢/ ص ٢٨٧، والآلوسي في روح المعاني ج ٧/ ص ٢١٤.
(٥) انظر: أحكام القرآن لابن العربي ج ١/ ص ٣٠٣.
(٦) انظر: أحكام القرآن ج ١/ ص ٣٠٣.

<<  <   >  >>