للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

هذه تدل على ذلك فراجعها (١) (٢).

وقال الرازي عند تفسير قوله تعالى: {يَاقَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (٣١)} [الأحقاف: ٣١]: (اختلفوا في أن الجن هل لهم ثواب أم لا. فقيل: لا ثواب لهم إلا النجاة من النار، ثم يقال لهم كونوا ترابا مثل البهائم. واحتجوا على صحة هذا المذهب بقوله تعالى: {وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (٣١)} وهو قول أبي حنيفة. والصحيح أنهم في حكم بني آدم، فيستحقون الثواب على الطاعة والعقاب على المعصية، وهذا القول قول ابن أبي ليلى (٣)، ومالك، وجرت بينه وبين أبي حنيفة في هذا الباب مناظرة. قال الضحاك: يدخلون الجنة ويأكلون ويشربون (٤)، والدليل على صحة هذا القول أن كل دليل على أن البشر يستحقون الثواب على الطاعة فهو بعينه قائم في حق الجن) (٥).

وممن قال بهذا الاستنباط: القرطبي-كما تقدم-، وأبو حيان، والثعالبي (٦)، والقنوجي. (٧).


(١) منها: قوله تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (٤٦) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٤٧)}. قال ابن كثير: (وهذه الآية عامة في الإنس والجن، فهي من أدل دليل على أن الجن يدخلون الجنة إذا آمنوا واتقوا؛ ولهذا امتن الله تعالى على الثقلين بهذا الجزاء فقال: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (٤٦) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٤٧)}). تفسير القرآن العظيم ج ٧/ ص ١١٤. وقال الشنقيطي: (قوله: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (٤٦)} وتصريحه بالامتنان بذلك على الإنس والجن في قوله: {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٤٧)} نص قرآني على أن المؤمنين الخائفين مقام ربهم من الجن يدخلون الجنة). أضواء البيان ج ٥/ ص ٢٢٩.
(٢) فتح القدير ج ٥/ ص ٣٠٣.
(٣) انظر قوله في: تفسير ابن أبي حاتم ج ٤/ ص ١٣٨٩، والدر المنثور ج ٣/ ص ٣٦٠.
(٤) انظر: الدر المنثور ج ٣/ ص ٣٦٠.
(٥) التفسير الكبير ج ٢٨/ ص ٢٨، ٢٩.
(٦) أبو زيد، عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف، مفسر، من كبار علماء الجزائر وصلحائها الأبرار، ولي القضاء على غير رضى منه ثم خلع نفسه، له نحو تسعين كتابا، توفي سنة ٨٧٥ هـ أو ٨٧٦ هـ. انظر: الأعلام ج ٣/ ص ٣٣١، ومعجم المفسرين ج ١/ ص ٢٧٦.
(٧) انظر: الجامع لأحكام القرآن ج ٧/ ص ٧٨، والبحر المحيط ج ٤/ ص ٢٩١، والجواهر الحسان ج ١/ ص ٥٦٠، وفتح البيان ج ٤/ ص ٢٤٤.

<<  <   >  >>