للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقريبا من قول القرطبي قول ابن عطية- في آية سورة الرعد أيضا-: (وقوله: {مَدَّ الْأَرْضَ} يقتضي أنها بسيطة لا كرة، وهذا هو ظاهر الشريعة، وقد تترتب لفظة المد والبسط مع التكوير، والله أعلم) (١).

وقول ابن جزي- في آية سورة الرعد أيضا-: ({مَدَّ الْأَرْضَ} يقتضي أنها بسيطة لا مكورة، وهو ظاهر الشريعة، وقد يترتب لفظ البسط والمد مع التكوير؛ لأن كل قطعة من الأرض ممدودة على حدتها وإنما التكوير لجملة الأرض) (٢).

وقول القنوجي- في آية سورة الرعد أيضا-: (قيل: وهذا المد الظاهر للبصر لا ينافي كرويتها في نفسها لتباعد أطرافها (٣)، وبه قال أهل الهيئة، والله أخبر أنه مد الأرض، وأنه دحاها، وبسطها، وأنه جعلها فراشا، وكل ذلك يدل على كونها مسطحة كالأكف، وهو أصدق قيلا، وأبين دليلا من أصحاب الهيئة) (٤).

وقوله في آية الحجر: (وفيه رد على من زعم أنها كالكرة) (٥).

وخالف آخرون فقالوا بكروية الأرض، منهم: الخازن، والآلوسي، والبروسوي، والسعدي، والشنقيطي، وابن عثيمين (٦). بل نقل ابن تيمية الإجماع على هذا القول، فقال: (اعلم أنّ الأرض قد اتفقوا على أنها كرية الشكل) (٧).


(١) المحرر الوجيز ص ١٠٢٧، ١٠٢٨. وقال عند قوله تعالى: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (١٩)} [نوح: ١٩]: (وقوله تعالى: {بِسَاطًا} يقتضي ظاهره أن الأرض بسيطة وغير كروية، واعتقاد أحد الأمرين غير قادح في نفسه، اللهم إلا أن يتركب على القول بالكروية نظر فاسد، وأما اعتقاد كونها بسيطة فهو ظاهر كتاب الله تعالى وهو الذي لا يلحق عنه فساد البتة). ص ١٩٠٣. وقال عند قوله تعالى: {وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ … سُطِحَتْ (٢٠)} [الغاشية: ٢٠]: (وظاهر هذه الآية أن الأرض سطح لا كرة، وهو الذي عليه أهل العلم، والقول بكريتها وإن كان لا ينقص ركنا من أركان الشرع، فهو قول لا يثبته علماء الشرع) ص ١٩٧٣.
(٢) التسهيل لعلوم التنزيل ج ٢/ ص ١٣٠.
(٣) هذا قول النيسابوري في غرائب القرآن ورغائب الفرقان ج ٧/ ص ٢٥٢.
(٤) فتح البيان ج ٧/ ص ١٢.
(٥) المصدر السابق ج ٦/ ص ١٥٧.
(٦) انظر: لباب التأويل ج ٣/ ص ٩٨، روح المعاني ج ١٤/ ص ٢٨، و ج ٢٦/ ص ١٧٦، وروح البيان ج ٤/ ص ٣٥٦، وتيسير الكريم الرحمن ص ٩٢٢، ٩٢٣، وأضواء البيان ج ٥/ ص ٥٤٨، ٥٤٩، وتفسير جزء عم لابن عثيمين ص ١١٠.
(٧) مجموع الفتاوى ج ٥/ ص ١٥٠.

<<  <   >  >>