للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأصول النحاة أو الصرفيين. ونجمع في عنوان ثالث ما نظنه مخالفا لتفسير اللغويين ونعقد فصلا رابعا لما نظنه مخالفا لأغلاط التعريب والترجمة، وهكذا نجري في وجهنا متخذين لكل طائفة مما نخاله خللا عنوانا خاصا ليسهل على الباحث الوقوف على ما يريد أن يتتبعه من الزلل، إذ ما يهم هذا الرجل لا يفيد ذلك القارئ. بيد أن ذلك يتطلب تبويبا خاصا، ووقتا وافرا، وتتبعا مضجرا؛ فعدلنا عن هذا النهج إلى أسلوب آخر أهون علينا. وهو قراءة الكتاب صفحة صفحة والإشارة إلى ما نظنه فيها خطأ، إذ قد يتفق أن فهمنا لا يبلغ شأو الكاتب الضليع فنكون نحن المخطئين والصديق العلامة هو المصيب، ولهذا نعرض رأينا غير جازمين بصحته بل طالبين الهداية إلى سبيل الصواب. وإذ قد مهدنا هذا نقول:

١ - ورد في ص٥ كلمة مجريط بمعنى مدريد كما كان ينطق بها السلف في القرون الوسطى ونحن لا نستحسن هذا الرأي الذي هو أيضا رأي الصديق أحمد زكي باشا. نعم إننا نصوبه إذا وضع بجانب العلم العربي ما يقابله اليوم لفظا عند العلماء أو أن يتلى باسمه بالحرف الإفرنجي. والأعلام يجب أن تلفظ كما ينطق بها أصحابها ومجريط لفظ قبيح مرغوب عنه لكلمة مدريد عاصمة أسبانية. فلو وضع بجانبها الكلمة المتعارفة اليوم لعذرناه. أما أنه وضعها بدون ردف فلا نستحسنه وما نقوله عن أعلام المدن نثبته لأعلام

الرجال وإلاَّ أفيقبل حضرة الصديق أن نقول: جنبرة وجربدة وإفرنجة وفرنجة في مكان جنيف وجيرون وفرنسة مع أن الكتاب كلهم أجمعين لا يعرفون إلاَّ هذه الأخيرة حتى الذين يقولون باتخاذ الأسماء القديمة. وكذلك القول في أسماء الرجال والنساء فأن السلف قالوا: عرماز وقلودية وغرطلة وقارلة في من نسميهم اليوم غدمار وكلوفيس وكلوتلدة وشرلمان، أو شرل الكبير أو كرلس العظيم فأين أعلام السلف من أعلامنا التي يعرفها أولادنا اليوم؟

نعم إن بعض الأعلام اشتهرت بصورها العربية لكثرة تداولها على الألسن فمثل هذه الأسماء ندع للناس حرية الجري عليها كالأندلس وبلنسية وطليطلة وبلد الوليد إلى نحوها. أما اتباع الأعلام التي قل استعمالها أو ندر اتخاذها فنحن لا نوافق الكتاب الأقدمين على متابعتهم لما هناك من العنت وسوء الفهم والتفهيم

<<  <  ج: ص:  >  >>