للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نكعة البابلية. لما انسوا فيه من حب الاستقلال والجنوح إلى تحرير بابل من قيود عبودية أثور وميله إلى بسط أجنحة العمران على مدن بابل وسهولها وفرحوا بانتهاء إعادة بناء بابل بعد أن خربها جده سنحاريب ملك أثور لأنه كان قد استأصل المدينة والهياكل وخربها واحرقها بالنار ودمر الجدران والأسوار ومعابد الآلهة والزقورات المبنية بالأجر وباللبن وملأ قضاة ارحتا من أنقاضها) وكان من دواعي ابتهاجهم في تلك السنة إعادة تمثال الإله مردوخ من بلاد أشور قبل بضعة اشهر وكان قد احتفظ به الآشوريون منذ أن سلبه من بابل سنحاريب وانقطعت الملوكية منها وتعطلت الشعائر القائمة على أن يتقدم الملك من هذا الإله ويأخذ يده ويستمد العون منه في مثل هذا اليوم وقصارى القول كانت قد تضافرت كل الأسباب ليكون عيد (اكيتو) في هذه السنة مستجمع شروط الآبهة المسرات.

خرج الملك شمشو موجن في صباح العيد لابسا لباس مجده ومزينا بالحلي والجواهر. وكان قوام حلته: ثوب طويل متدل إلى أخمص القدمين من كتان رفيع نسج في معامل بورسيبا مطرز تطريزا متقنا وفيه حواش وأهداب قد حبس عند الخصر بمنطقة تتدلى خيوطها حتى القدمين وفي آخر تلك الخيوط عثاكيل (شرابات) كبيرة وفوق هذا الثوب دثار من الصوف يكاد يكون بطول الاول مفتوح المقدم وموشى ومصبوغ أصباغا براقة وفيه صور بشر وحيوانات وأزهار ورسوم أخرى ولا سيما على الصدر فانك كنت تشاهد رسوم جماعات من البشر أو الحيوانات. وفي الثوب حواش وعثاكيل (بساكيل) متدليات.

وكان على رأسه تاج مخروط الشكل مزين بالأزهار ومرصع بالحجارة الكريمة على بساط من حرير والتاج مطوي ثلاث طيات أو متخذ من ثلاث قطع تتلى منه ذؤابتان على ظهره تكادان تصلان إلى قدميه.

وكان جيده وذراعاه عارية حتى المرفق. وفي جيده اكثر من قلادة واحدة ذات أشكال لطيفة وفي ذراعيه سواعد. وفي معصميه اسورة جميعها متقنة

<<  <  ج: ص:  >  >>