للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلى الإله مردوخ بكل جلال واحترام ثم وضع يده في يد الإله واستمد منه الأيد الإلهي وتلا صلاة خشوعية أودعها نفسه وشعبه في حماية مردوخ. وابتهل إليه أن يبارك غلات الزرع وينصره على الأعداء ويمنح البابليين الظفر ويدفع عنهم البلايا والأمراض والقحط فاخذ المرتلون ينشدون ترنيمة مردوخ وبينهم النساء فعلت الأصوات الرخيمة عنان السماء وعزفت الآلات الموسيقية وحمل تمثال الإله ورفيقته (سربنيت) وشرع الجمع يطوف بهما في جادة الطواف (ايبور شابو)

ثم التقى الجمع بفرقة من الكهنة والمتعبدين حاملين تمثال الإله (نبو) الذي آتى به من بور سيبا لزيارة أبيه الإله مردوخ في (اسجيلا) بمناسبة راس السنة. فبلغت الحماسة اشدها عند ملاقاة الأسرة الإلهية وفاض بحر العاطفة الدينية عند القوم حتى بلغ سيلها الزبى.

وبعد أن انتهى الجمع من الطواف عادوا إلى هيكل (اسجيلا) ونحروا الضحايا والقرابين هدية لزواج الإله مردوخ وقرينته سربنيت ذلك الزواج الإلهي الذي يعتقد البابليون انه يتم في مثل هذا اليوم. وكانت الضحايا كثيرة حتى فاضت دماؤها وجرت انهارا.

وما عتم أن أعلن الملك شمشو موجين اسم السنة الجديدة بموجب عادة البلاد. فكانت تسمى تارة باسم نصر أحرزه الملك وطورا باسم ترعة فتحها ومرة باسم رئيس كهنة أقامه إلى غيرها. وما كاد يفوه الملك باسم السنة الجديدة حتى سار رجال البريد إلى أطراف المملكة وضربوا في مناكب الأرض ينقلون اسم السنة إليها.

وفي هذه الأيام أيام الأعياد العشرة كنت ترى الهياكل غاصة بالمتعبدين النادمين على خطاياهم وآثامهم يطلبون الغفران من الآلهة بتوسط الكهنة وبأدعية مؤثرة في القلوب حتى فاض بحر النحاس بماء الإراقة. وما بحر النحاس إلا جرن أو حوض كبير من النحاس يحفظ فيه ماء الإراقة لكي يستعطفوا أولئك الآلهة ويستجلبوا رضاهم عليهم. حتى إذا ما عقدوا اجتماعهم في هذا العيد في (ندوة الأقدار المقدسة) برئاسة مردوخ ونبو كتوم الندوة يكون حكم الآلهة

<<  <  ج: ص:  >  >>