للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أرجوحة الأبطال

ذكر صاحب جريدة الزمان بين يدي الزهاوي شابا غض الإهاب أمر بشنقه جمال باشا السفاح، وكان أول عبارة خرجت من فم المحكوم عليه: (إذا كان لابد للاستقلال من أن يشيد على جماجم الرجال، فمرحبا بك يا أرجوحة الأبطال) وبمثل هذه الفكرة تقدم إلى

العود (عمر حمد) الذي مضت كلمته مضي المثل. فأخذ زهاوينا هذه العبارة وأفرغها في قالب بديع المعنى، والمبنى جدير بأن يقف على حسنه كل مغرم بشعر العصر، قال:

(ل. ع)

يخاطب (المشنقة)

فيك أهتز فارحا بالمعالي ... مرحبا (يا أرجوحة الأبطال)

أن في الموت للبقاء جلالا ... أنت تعلين بي لذاك الجلال

ارفعيني إليك ثم ذريني ... أتدلى معلقا بالحبال

أمل أنت لي وليس ببدع ... أن يكون الردى من الآمال

قد طلبت الهدى لنفسي عمرا ... ثم أني وجدته في ضلالي

حلمي كنت في هجوعي بليل ... ولدي يقظتي نهارا خيالي

ولأنت اليوم الحقيقة في رو ... عتها من قرب أراها حيالي

أنت بين الجمهور مرفوعة لي ... ولأفراد جاهدوا أمثالي

كلما زدتني أذى زدت فخرا ... لا تكوني رحيمة في اغتيالي

أنت تولينني البقاء فسحقا ... للألى يزعمون فيك زوالي

أنت من واحد لتضحية بالنفس ... للآخرين خير مثال

أنت مأساة الشعب أجمع بعدي ... أنت ذكرى التاريخ والأجيال

حبذا الوعد والوفاء به لي ... بعد شحط النوى وطول المطال

أنا راض بأن ألاقي حتفي ... في سبيل الحياة للأنسال

لا أخاف الأيام في جدثي تس ... ود حتى تكون مثل الليالي

إنما الموت للحياة جدير عند كل الأقوام بالإجلال

سيري الناس إنني حين أعلو ... ك شجاع بالموت غير مبال

<<  <  ج: ص:  >  >>