للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد كانوا يقولون: (مقار العز والإجلال) والمراد بذلك مقر الخلافة. كما كانوا يقولون أيضاً (مواقف الإمامة، والأبواب الشريفة).

ولللآبيوردي من رسالة كتبها إلى أمير المؤمنين المستظهر بالله: (وعاود الخادم المثابرة على الممادح الأمامية، مطنبا ومطيلا، إذ وجد إلى مطالعة مقار العز والعظمة ومواقف الإمامة المكرمة بها سبيلا) (راجع إرشاد الأريب ٦: ٣٤٩).

٣ - وجدتكم تفضلون كلمة (رفيعة) على (تقرير) (لغة العرب ٦: ٦٠) والذي تعهده أن الرفيعة كثيرا ما وردت بمعنى الشكاية والسعايه، راجع مثلا كتاب الوزراء للجهشياري تره

يقول في ص ٦٩: (كان رياح يضرب رزاما ويطالبه أن (يسعى) بصاحبه. . . فلما بلغ به ما بلغ أحضر رزام كتابا يوهمه أن فيه (رفائع) على محمد بن خالد. . . قال رزام: أيها الناس، أن الأمير امرني أن (أرفع) على محمد ابن خالد. . .) أهـ. ففعل (رفع) مع أداته (على) يدل صريحا على المعنى الذي يرمي إليه الكاتب، على أن (الرفيعة) بمعنى (التقرير) غير محظورة عند الأدباء.

٤ - أما (المجراة) فالذي عندي إنها وردت بمعنى القوس ذات (النابض) ولم ترد بمعنى (النابض) نفسه.

٥ - لا أتمالك من الضحك كل مرة تحملون (السلف الصالح) أمور هم براء منها ككتابة خمس مائة بكلمتين مثلا. وكثيرا ما تعيرون الأقدمين علمكم وأدبكم. على أني أؤكد لكم أنهم لم يكونوا بهذه الدرجة من التدقيق والإسفاف ولو طالعتم مثلي كتبا خطية قديمة بالمئات - وبعض تلك المصنفات خطها علماء أعلام - لغيرتم فكركم بخصوص تمسكهم بالرسوم والأشكال إذ ترون جماعة منهم لا يهمهم رسم أربع مائة أو أربعمائة، ثلاثمائة أو ثلث مائة. على أني أسألكم هل من كاتب لا يفرق بين خمس مائة بالفتح وبين خمس مائة بالضم؟ إذن ما معنى هذا التعصب لرسم دون آخر؟

٦ - أتقدم الآن إلى التمييز بين كتابة مثل إيطاليا وبريطانيا وما شاكلهما فإن صاحب كتاب صفة جزيرة العرب يرسمها بالألف القائمة، ثم يقول: (وقد تسمى أكثر هذه الأسماء بالهاء فيقال غالاطية ويهمس فيه ويقول: غالطية وإيطالية وابولية) (ص ٣٣) والحق يقال: لم تكن عندهم ضابطة مطردة

<<  <  ج: ص:  >  >>