للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأهم صادرات مندلي الآن أنواع التمور فترى الناس يقصدونها من أنحاء العراق لشراء هذه التمور التي قل مثلها في سائر الربوع.

وفي القصبة نوع من العقارب أصفر سام اسمه (الجرار) وهو وإن كان في سائر مدن العراق قليلا، كثير الوجود في (محلة بوياقي ومحلة قلم حاج) وسمي جرارا لأن له ذنبا

طويلا يسحبه سحبا ولا يلتوي على ظهره التواء وهذه الجرارات تخرج حالاً من أجحارها إذا سكب ماء فيها وإذا لدغت إنساناً شعر الملدوغ كأنه وخز وخزاً بالإبرة ولا يسري سمها في جسم الملدوغ إلا بعد أربع وعشرين ساعة فإذا عولج المصاب بعد هذه المدة لا يبرأ بل قد يموت وعلاجه يكون بكي المكان الملدوغ فعليه يجب المعالجة حالما يشعر باللدغة. وسم بعضها زعاف فتميت في أول لدغها وقد جربنا أن وضعنا في قنينة واحدة جرارا وعقربا وبعد نصف ساعة رأينا الجرار قد أمات العقرب بسمه.

٢٣ - العلم فيها

إن الذين يحسنون القراءة والكتابة في لغتنا لا يتجاوزون المائة (هذا ما عدا تلامذة المدرسة الأميرية الحالية وموظفي الحكومة) أما الذين يحسنون التكلم والكتابة بالفارسية والتركية فيمكنني القول إنهم ٢٠ في المائة وذلك لأن في البلدة كتاتيب يدرس فيها الملالي أصول القرآن واللغتين الفارسية والتركية للقاء أجرة زهيدة تدفع للملا شهريا قدرها ربية. ولهذا أرى رغبة الأهالي في العربية قليلة ومحبذي العلم والتهذيب الحقيقي قليلين. ولكن المدرسة الأميرية الحالية أمكنها أن تخرج بعض الشبان المنورين وبعد أن دخلوا مدارس أخرى في العاصمة أرقى من هذه المدرسة. أخص من هؤلاء بالذكر محمد صالح آل ناصر آغا من الأشراف ثم زينل خماس وكلاهما من خريجي دار المعلمين الأولية ببغداد. وأصبحا الآن مدرسين في مدرسة مندلي. وآخر أخرج ضابطا من المدرسة الحربية اسمه نجم الدين ابن السيد خضر آغا. وآخرين خرجا من الكلية الأعظمية وهما جليل وعمران أولاد موسى أفندي من الأشراف وآخر من الثانوية اسمه محمود مظفر وهكذا شعرت مندلي بحاجة إلى العلم وأخذ أبناؤها يجدون للحصول عليه وبسبب تمدنهم هذا أنهم ينظرون إلى ما جاورهم من أبناء

<<  <  ج: ص:  >  >>