للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجد له لأن الدار لا تتحف، والأصوب المتحفة أي المكان الذي تكثر فيه التحف وقس على ذلك سائر الصفحات فأنها لا تخلو من غلط أو أكثر سواء أكان ذلك الوهم مما يخالف أصول لغتنا أم من عيب الطبع. والصفحة الوحيدة التي سلمت من الخلل هي الصفحة ال ٢٧ لا غير وهذا أمر عجيب إذ لم يتمكن (مجمع علمي) من أن يبرز كراسة بلا غلط. وما عدا ذلك فهي مفيدة لمن يطالعها.

٤٣ - تاريخ نظام الحركة القومية وتطور نظام الحكم في

مصر

بقلم عبد الرحمن الرافعي بك، الجزء الأول في ٤٩٢ ص والجزء الثاني في ٤٣٦ ص وكلاهما طبع في مطبعة النهضة بشارع عبد العزيز بمصر.

أتريد أن تفاخر مؤرخي الغرب وتعارضهم في تأليفهم؟ خذ بيدك هذا السفر الجليل - أتحب أن تقف على أسرار السياسة ومحاوتاتها وعلى ما فيها من الخداع؟ طالع هذا التاريخ البديع - أتود أن ترى كاتباً شرقياً عربياً يفند مزاعم الغربيين ويفلي أقوالهم؟ - ليس لك سلاح آخر تحاربهم به سوى هذا التصنيف - أتهوى أن تقرأ ديواناً جمع صدق الرواية إلى حسن العبارة وصحتها؟ - لا يحقق أمنيتك إلا هذا التأليف.

هذا أقل ما يقال في (تاريخ الحركة القومية) وكان الدافع إلى وضعه أن المؤلف - حرسه الله - أراد أن يصنف تاريخاً لفقيد مصر العظيم (مصطفى كامل) مؤسس النهضة الوطنية ومضرم الشعلة القومية المصرية فساقته الحركة إلى شقة اتسعت بين يديه وتشعبت مسالك السعي فيها فطوى أوراقه الأولى التي كان قد جمعها لهذه الغاية ثم شرع يبحث مواضع الكتاب من جديد فأخذ في الرجوع إلى الأدوار التي تقدمت عصر مصطفى كامل باشا ليقف عند حد يصح في نظرة أن يكون مبدأ الحركة القومية. وما زال يرجع بالحوادث إلى أحداث تقدمتها حتى أداة البحث أنه يقف في أواخر القرن الثامن عشر حيث وجد عصراً هو عصر المقاومة الأهلية تلك المقاومة التي بدت في أبناء النيل حين ناهضوا الحملة

الفرنسية التي أتت قبل مائة وثلاثين سنة فكانت أول شرارة أشعلت جذوة الروح القومي في المصريين.

<<  <  ج: ص:  >  >>