ما هي خطورة القول بخلق صفة من صفات المولى عز وجل؟ ولم نشأت الفتنة في ذلك؟ الأمر الأول: خطورة هذا الكلام أنه يلزمك أن تقول: إن كل مخلوق حادث.
يعني: لم يكن ثم كان، فهل الله تبارك وتعالى لم يكن متكلماً ثم تكلم؟ هذه صفة عجز وصفة نقص.
أن يقال: إن الله عز وجل لم يكن يتكلم، وبعد ذلك تكلم، فمن الذي علمه الكلام؟! أليست هذه صفة نقص؟ بلى.
إذاً: الصواب: أن هذه الصفة -وهي صفة الكلام- لازمة لله عز وجل لم يخلقها أحد.
ولازمة بمعنى: أنها ملازمة لله عز وجل لا تنفك عنه، لا أول لها ولا نهاية.
فإذا قلت: إنه مخلوق، إذاً: أثبت أولاً أن الله تبارك وتعالى كان عاجزاً ثم صار قادراً على الكلام، والعجز صفة نقص لا تجوز على الله عز وجل، بل صفات العجز لازمة للمخلوق وليس للخالق، هذا أمر.
الأمر الثاني: لو أني قلت: إن كلام الله مخلوق لابد وأن يفنى؛ لأن كل مخلوق حادث، وكل حادث إلى زوال، كما قال الله تعالى:{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ}[القصص:٨٨].
فهنا نقول: إن القول بخلق القرآن يستلزم القول بفناء هذا القرآن، وبانتهاء هذا القرآن، ولا قائل بذلك من أهل السنة.
إذاً: الذي يقول: إن القرآن كلام الله مخلوق، لابد وأنه مبتدع في أسماء الله وفي صفاته ما لم يكن عليه سلف هذه الأمة، كـ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وغيرهم من الصحابة والتابعين والأئمة المتبوعين رضي الله عنهم أجمعين.