للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[إثبات إسحاق بن راهويه نزول الرب سبحانه في مجلس الأمير عبد الله بن طاهر]

مما يحتج به أهل السنة والجماعة: نقاش دار بين إسحاق بن راهويه والأمير عبد الله بن طاهر، حين سئل إسحاق بن راهويه في مجلس الأمير عن حديث النزول: أصحيح هو؟ فقال إسحاق بن راهويه: نعم.

قال السائل: كيف ينزل؟ قال إسحاق: أثبته فوق.

أي: أثبته أولاً فوق حتى أقول لك كيف ينزل.

لأن هذا السائل ربما يكون جهمياً أو معتزلياً، وهم لا يقولون بالعلو والفوقية لله عز وجل، والأشاعرة يقولون بأنه في كل مكان مع خلقه.

فقال السائل: أثبته.

يعني: ناقشني على اعتبار أنني مصدق ومؤمن بأن الله تعالى استوى على العرش.

فقال إسحاق: قال الله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} [الفجر:٢٢] تلا إسحاق هذه الآية؛ لأن استقامة الأمير استقامة الرعية وفساده فساد الرعية، فلما سمع الأمير هذه الآية قال لـ إسحاق: هذا يوم القيامة.

فقال إسحاق: أعز الله الأمير! ومن يأتي يوم القيامة من يمنعه أن يأتي اليوم؟ فبهت الأمير.

وهذا ذكاء إسحاق بن راهويه.

أجاب إجابة لا تناسب إجابة السائل حتى يسكت الأمير.