[المشهورون بالإمامة في السنة من أهل الري وطبرستان]
قال:[ومن أهل الري: أبو زرعة الرازي وأبو حاتم الرازي وأبو عبيد الله الإمام الكبير محمد بن مسلم بن واره الذي انفرد في زمانه بالدعوة إلى منهاج النبوة، وأبو مسعود بن الفرات نزيل أصبهان.
ومن بعدهم: عبد الرحمن بن أبي حاتم -يعني: عبد الرحمن ابن الإمام الكبير- ومن أهل طبرستان: إسماعيل بن سعيد الشالنجي والحسين بن علي الطبري وأبو نعيم الاستراباذي وعلي بن إبراهيم بن سلمة القطان القزويني].
يعني: الله تعالى سخر لدينه من يدعو إليه على منهاج النبوة في كل زمان ومكان حتى في البلاد التي لا تتكلم اللسان العربي، وهذا بلا شك من عظيم عناية الله عز وجل بهذا الدين العظيم، أن يسخر في بلاد العجم من يدعو بدعوة محمد عليه الصلاة والسلام، فصدق في هذه الأمة قول النبي عليه الصلاة والسلام:(لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق -أي: داعين إليه- لا يضرهم من خالفهم أو خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك).
فلابد في كل زمان ومكان من قائم لله بحجة، ومبلغ دعوة الحق إلى الخلق إلى قيام الساعة.
ومن سوء الاعتقاد بالله عز وجل: أن تعتقد أن الله تعالى يُخلي بلداً من داع إليه، أو يُخلي زماناً من داع إليه.
هذا من سوء الظن بالله عز وجل.
ثم يتكلم الإمام بعد ذلك ويسرد ما روي عن النبي عليه الصلاة والسلام في ثواب من حفظ السنة ومن أحياها ودعا إليها، ويعقبه بباب آخر أجمل منه وهو شروح أهل العلم لبعض الآيات التي حثت على التزام السنة والعمل بالحكمة.