كذلك في معناه الحديث الثالث: حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه عند مسلم ونصه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (الميزان بيد الرحمن إن شاء يرفع أقواماً ويضع آخرين، وقلب ابن آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن إن شاء أقامه وإن شاء أزاغه).
(إن شاء أقامه): أي هداه.
(وإن شاء أزاغه): أي أضله.
فهذه أحاديث ثلاثة تثبت الأصابع لله تبارك وتعالى، فصفة الأصابع لم تثبت بالكتاب العزيز، ولا يلزم في إثبات صفة من الصفات أن يكون لها ذكر في القرآن الكريم، وإنما مصدر التشريع والاعتقاد كتاب الله عز وجل وسنة النبي عليه الصلاة والسلام، وإنما نعتمد على السنة وحدها إذا لم يكن هناك خبر في القرآن الكريم، وقد نطقت السنة فيما رواه مسلم من حديث عبد الله بن عمرو وكذلك رواه مسلم من حديث النواس بن سمعان وما اتفق عليه الشيخان من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنهم أجمعين.
هذه الثلاثة الأحاديث أثبتت أن لله تبارك وتعالى أصابع، وقال النبي عليه الصلاة والسلام:(يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك).
وبهذه الأحاديث الصحاح يثبت علماء الحديث وأهل السنة لله تعالى الأصابع، بثبوتها صفة لله تعالى خبرية؛ لأن الخبر قد ورد بها.