[إثبات أن لله أصابع]
قال: [عن عبد الله قال: (جاء حبر من أحبار اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنه إذا كان يوم القيامة جعل الله السماوات على إصبع)] انتبه! هذا حديث يثبت صفة أخرى للمولى عز وجل وهي صفة الأصابع.
قال: [(إذا كان يوم القيامة جعل الله السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع، والجبال والشجر على إصبع، والماء والثرى -التراب- على إصبع، وذكر كلمة كلها على إصبع -يعني: ذكر مخلوقات أخرى على إصبع الرحمن- ثم يهزهن المولى تبارك وتعالى، ثم يقول: أنا الملك أنا الملك.
فضحك النبي عليه الصلاة والسلام حتى بدت نواجذه تعجباً مما قال الحبر تصديقاً له)] فالحجة ليست في خبر الحبر، وإنما في إقرار النبي عليه الصلاة والسلام.
[ثم قال النبي عليه الصلاة والسلام: ({وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر:٦٧])]، يعني: مع علم اليهود بذلك إلا أنهم لم يقدروا الله تعالى حق قدره، فضحك النبي عليه الصلاة والسلام حتى بدت نواجذه من الحق الذي سمعه من ذلك الحبر، ولكنه عاب على اليهود أنهم ما قدروا الله حق قدره.
قال: [أخرجه البخاري ومسلم].
قال: عن عبد الله قال: (جاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام رجل من أهل الكتاب فقال: يا أبا القاسم! أبلغك أن الله تعالى يحمل الخلائق على إصبع، والسماوات على إصبع، والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والثرى على إصبع؟ فضحك النبي عليه الصلاة والسلام حتى بدت نواجذه، فأنزل الله عز وجل: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [الزمر:٦٧] إلى آخر الآية).
واللفظ لـ أحمد، أخرجه مسلم من هذا الطريق والبخاري من حديث الأعمش].
[عن عبد الله بن عمرو أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه كيف يشاء)؛ ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم يا مصرف القلوب! صرف قلبي إلى طاعتك)].
وذلك لأنها بيد الله عز وجل يقلبها كيف يشاء.
فقلوب العباد جميعاً كقلب رجل واحد في يد الله عز وجل؛ لأنه قال: (إن قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد).
يعني: كأن الله جمع القلوب جميعاً فجعلها في قلب واحد، وجعل هذا القلب بين أصبعيه يصرفه ويقلبه كيف شاء إلى الطاعة إلى المعصية إلى الجنة إلى النار إلى الحب إلى البغض وغير ذلك مما يشاء تبارك وتعالى، ويفعل ذلك لحكمة عظيمة لا يعلمها إلا هو.