[استدلال السلف الصالح بقوله تعالى:(وجوه يومئذ ناضرة) على إثبات الرؤية]
روى ابن مردويه بسنده إلى ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: ({وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ}[القيامة:٢٢] قال: من البهاء والحسن -فهي يومئذ بهية وحسنة وجميلة- {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}[القيامة:٢٣] قال: في وجه الله عز وجل).
إذاً: فالنظر لا بد وأن يكون إلى وجه الله عز وجل، ولا يمكن أن يكون عن طريق التفكر أو التدبر أو التوقف والاعتبار، وإنما هو عن طريق العين المجردة.
وعن الحسن قال: نظرت إلى ربها فنضرت بنوره عز وجل، أي: نظرت العين إلى ربها فأصابتها وغشيتها النضرة بسبب اقتباسها من نور الله عز وجل.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله:{إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}[القيامة:٢٣] قال: تنظر إلى وجه ربها عز وجل.
وقال عكرمة في قوله:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ}[القيامة:٢٢]: ناضرة من النعيم، {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}[القيامة:٢٣] قال: تنظر إلى ربها نظراً.
ثم حكى عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما مثله، وهذا قول كل من فسر من أهل السنة والحديث هذه الآية؛ وكأن إجماع أهل السنة والجماعة قد انعقد في تفسير هذه الآية على أن المرء ينظر إلى ربه يوم القيامة بالعين المجردة.