[معنى حديث:(أنا رسول الله، ولا أدري ما يفعل بي ولا بكم)]
السؤال
ما معنى حديث النبي عليه الصلاة والسلام:(أنا رسول الله، ولا أدري ما يفعل بي ولا بكم)؟
الجواب
ثبت في السنة أن امرأة مات ولدها، فقالت: هو في الجنة، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: بل هو في النار (أتتألين على الله عز وجل؟ فبكت المرأة، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: أنا رسول الله ولا أدري ما يفعل بي ولا بكم).
أي: أنا رسول الله ولا أتألى على الله بهذا، وإنما هو محض فضله تبارك وتعالى.
ولذلك من عقيدة أهل السنة والجماعة أنه لا يقطع لأحد بجنة ولا نار إلا ما ورد القطع به في الكتاب والسنة، وقد ورد القطع بأن عليه الصلاة والسلام في الجنة حيث قال:(النبي في الجنة، والصديق في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة)، والحديث بتمامه كما أخرجه الطبراني:(ألا أخبركم بنسائكم في الجنة؟ كل امرأة ودود ولود عئود، إذا غضب عليها زوجها قالت: لا أذوق غمضاً حتى ترضى) يعني: لا أستطيع أن أنام إلا وأنت عني راض.
فالنبي عليه الصلاة والسلام مقطوع له بالجنة، بل هو أول من يقرع باب الجنة، ولكنه أراد أن يؤدب الأمة ألا تتألى على الله عز وجل، فقد قال رجل من أهل الطاعة لرجل كان على معصية:(والله لا يدخلك الله الجنة أبداً) وهذا الحديث كثير من الإخوة يحفظه، ومن الناس من إذا كان صاحب لحية قطع لنفسه بالجنة، ويحكم على غيره بالنار، والله ليس هذا الفيصل؛ إذ ليس لعربي فضل على عجمي إلا بالتقوى، واللحية من التقوى، لكنك لا تضمن لنفسك أنك في الجنة.
فقال:(والله لا يدخلك الله الجنة أبداً، فقال الله عز وجل: من ذا الذي يتألى علي؟ فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عمله)؛ لأن الجنة والنار لا يملكهما إلا خالقهما، فليس لك الحكم بأن هذا في الجنة وهذا في النار؛ لأن الأعمال بالخواتيم:(وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها) والعكس بالعكس.
فلا تغتر بطاعتك، فربما يختم لك بغير هذا، وإن العاصي ربما تاب الله عز وجل عليه فختم له بخاتمة السعادة، والقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.