هل يوصف الله بالملل كما في حديث:(إن الله لا يمل حتى تملوا)؟
الجواب
لا.
ملل المخلوق المعروف لا يوصف به المولى تبارك وتعالى؛ لأنه صفة نقص، والملل في حق الله تبارك وتعالى صفة كمال؛ لأننا متفقون على أنه متصف بالكمال المطلق، منفي عنه جميع النقائص.
فأحسن تفسير لحديث:(إن الله لا يمل حتى تملوا): أن الله لا يمل من إعطائكم الثواب على الأعمال الصالحة حتى تمتنعوا أنتم عن تلك الأعمال، فإن الله يقطع ثوابه عنكم، وهذا أحد وجوه التفسير في هذا الحديث:(إن الله لا يمل)؛ لأنكم تعلمون الحديث:(من عمل حسنة فله عشر أمثالها).
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: هذا حديث فيه الحث على علو الهمة في طلب معالي الأمور وعظيم الأعمال التي يثيب المولى تبارك وتعالى عليها، فإن المرء كلما عمل صالحاً أثابه الله تبارك وتعالى، ويتوقف هذا الثواب إذا توقف العمل.
فعبر المولى تبارك وتعالى عنه بكلام من لغة العرب حتى يفهموه.
فقوله:(إن الله لا يمل) أي: من إعطائكم الثواب على الأعمال حتى تكفوا أنتم عن الأعمال، فإن الله تبارك وتعالى يمنعكم ويحرمكم الثواب، لأنكم منعتم أنفسكم العمل الصالح.