[أقوال سفيان الثوري وعبد الله بن نافع وأحمد بن حنبل في علو الله وفوقيته]
وقال سفيان الثوري في قوله تعالى:{وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ}[الحديد:٤]، قال: علمه، أي: علمه معكم أينما كنتم.
وعبد الله بن نافع يقول: ملك الله في السماء، وعلمه في كل مكان لا يخلو منه شيء.
وقال يوسف بن موسى البغدادي: قيل لـ أبي عبد الله أحمد بن حنبل: الله عز وجل فوق السماء السابعة على عرشه، بائن من خلقه، وقدرته وعلمه في كل مكان؟ قال أحمد: نعم، على العرش، وعلمه لا يخلو منه مكان.
وفي رواية حنبل أن أحمد سئل عن قوله:{وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ}[الحديد:٤]، وقوله:{مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ}[المجادلة:٧].
انظر! يحتجون بظاهر القرآن الذي هو في ظاهره تعارض، قال تعالى:{وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ}[الحديد:٤]، وقال تعالى:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}[طه:٥] فيقولون: هذا فوق وهذا تحت، أليس فيه تعارض؟ فأجاب أحمد بأن قوله تعالى:{وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ}[الحديد:٤]، يعني: بعلمه، أما ذاته العلية فهي فوق.
قال: علمه، عالم بالغيب والشهادة، علمه محيط بالكل، وربنا على العرش بلا حد.
أليس العرش مخلوقاً، والكرسي وسع السماوات والأرض، وهو أكبر من العرش، لكنه على أية حال في النهاية هو كالسقف الذي أظل الخلق أجمعين، وله حد.
والله تبارك وتعالى باعتباره على العرش له صفة يعلمها هو سبحانه، لكن لا يعلمها أحد من خلقه، لكن ليس له حد سبحانه، إذا كان الذي يتكلم في حد الله عز وجل يريد أن لله ذاتاً فإننا نؤمن أن الله تبارك وتعالى ذات متصف بالصفات ونوافقه على ذلك، أما إذا كان يريد أن الله تعالى محدود يميناً ويساراً، وفي الأمام والخلف، وطولاً وعرضاً؛ فإننا نقول: هذا كفر بواح.
قال: وربنا على العرش بلا حد ولا صفة، وسع كرسيه السماوات والأرض بعلمه.