قال ابن عبد البر في التمهيد: هذا حديث ثابت من جهة النقل، صحيح الإسناد، لا يختلف أهل الحديث في صحته، رواه أكثر الرواة عن مالك.
إلى أن قال: وفيه دليل على أن الله في السماء على عرشه من فوق سبع سماوات، كما قالت الجماعة - يعني: أهل السنة - وهو حجتهم على المعتزلة والجهمية في قولهم: إن الله عز وجل في كل مكان وليس على العرش، والدليل على صحة ما قالوه -أي: ما قاله أهل السنة- أهل الحق في ذلك: قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}[طه:٥].
ثم قال ابن عبد البر: وأما قوله عليه الصلاة والسلام: (ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا) فقد أكثر الناس التنازع فيه، والذي عليه جمهور أئمة أهل السنة أنهم يقولون: ينزل كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويصدقون بهذا الحديث ولا يكيفون، والقول في كيفية النزول كالقول في كيفية الاستواء والمجيء، والحجة في ذلك واحدة.
وقد قال قوم من أهل الأثر أيضاً: إنه ينزل أمره وتنزل رحمته.
وروي ذلك عن حبيب كاتب الملك.
هو أبو محمد المصري، وهو كذاب، وأخباره منكرة باتفاق أهل العلم.