[دلالة قوله تعالى:(ولكن حق القول مني) على أن القرآن غير مخلوق]
استنباط آخر من آية أخرى، وهي قوله تعالى:{وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي}[السجدة:١٣]، ولم يقل: حق القول عني؛ ولذلك يقولون: القرآن منه بدأ وإليه يعود ولم يقولوا: عنه أتى، وإنما قالوا: منه بدأ، أي: أنه صفة ملازمة لذاته تبارك وتعالى.
ففي قوله:(وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي) قال أهل العلم: وما كان منه فهو غير مخلوق.
وقال وكيع بن الجراح: من زعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أن شيئاً من الله مخلوق، فقلت: يا أبا سفيان! من أين قلت هذا؟ يعني: من أين لك هذا الفقه وهذا العلم؟ قال: لأن الله تبارك وتعالى يقول: {وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي}[السجدة:١٣] ولا يكون من الله شيء مخلوق.
وكذلك فسره أحمد بن حنبل ونعيم بن حماد والحسن بن الصباح البزار وعبد العزيز بن يحيى المكي الكناني.