[تابع الأدلة من السنة على أن الاسم هو المسمى]
قال: [وعن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أما إن أحدكم لو يقول وهو يجامع -أي: يجامع امرأته-: باسم الله)]، ولم يقل: باسم الذات التي سمى نفسه الله؛ لأن اسم الجلالة يدل على ذات الله، بل هو ذات الله تبارك وتعالى.
قال: [(باسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا، ثم قضي بينهما بولد لم يضره الشيطان أبداً)]، أي: لم يقربه الشيطان أبداً، والحديث في الصحيحين.
قال: [وقال أبو هريرة رضي الله عنه: (جاء رجل إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال: يا رسول الله! ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة؟ -أي: إني لقيت ما لقيت من سم ذلك العقرب الذي لدغني- فقال له النبي عليه الصلاة والسلام: أما إنك لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق؛ لم يضرك)].
أي: لو أنك قلت يا عبد الله! حين دخل عليك المساء: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق؛ لم يضرك شيء حتى تصبح.
وكلمات الله التامات ليست مخلوقة؛ لأنها صفة من صفاته تبارك وتعالى، وصفاته غير مخلوقة.
قال: [وعن عائشة: (أن النبي عليه الصلاة والسلام كان إذا اشتكى رقاه جبريل عليه الصلاة والسلام فقال: باسم الله أبريك)]، أي: أطلب لك البراءة والبرء والعفو والعافية من الله عز وجل.
[وفي رواية: (باسم الله أرقيك، من كل داء يشفيك، من شر كل ذي عين، ومن شر كل حاسد إذا حسد).
وفي حديث أبي سعيد: (أن جبريل أتى النبي عليه الصلاة والسلام فقال: اشتكيت يا محمد؟ -أي: هل اشتكيت يا محمد علة؟ - فقال: نعم، فقال جبريل عليه السلام: باسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، ومن شر كل نفس وعين، الله يشفيك، باسم الله أرقيك).
وقال أبو سعيد الأصمعي: إذا سمعت الرجل يقول: الاسم غير المسمى فاشهد عليه بالزندقة.
وقال أبو بكر ابن أبي داود السجستاني صاحب كتاب المصاحف: من زعم أن الاسم غير المسمى فقد زعم أن الله غير الله، وأبطل في ذلك -أي: أبطل في هذا المدعى، وتكلم بالباطل- لأن الاسم غير المسمى في المخلوقين، لأن الرجل يسمى محموداً وهو مذموم، ويسمى قاسماً ولم يقسم شيئاً قط، وإنما الله جل ثناؤه واسمه منه، ولا نقول: اسمه هو، بل نقول: اسمه منه تبارك وتعالى.
أي: أن الاسم هو الذات ومن الذات، وليس منفصلاً عنه؛ لأنك لو قلت: إن الأسماء منفصلة عن الذات فلابد وأن تقول: بأنها مخلوقة، وهذه وصمة عظيمة جداً.