أما تاريخ تأليف هذا الكتاب فإنه كان قبل موته ببضع سنوات.
ونحن قلنا: إن الرجل قد درس المذهب الشافعي ببغداد، وكان من أكابر الفقهاء والمحدثين، ولم يظهر ذلك إلا في آخر أيام حياته.
وقد أورد في هذا الكتاب جملة مستكثرة من الأحاديث والآثار والموقوفات والمقطوعات على التابعين وغيرهم، مما يدل على أن هذا الجهد العظيم لابد وأن يسبقه رحلة طويلة وزمن بعيد جداً في تحصيل هذه الأقوال.
فهذه علامات وقرائن تدل على أن هذا الرجل قد صنف هذا الكتاب في آخر حياته، فضلاً أن بعض النقول تدل على ذلك، ولذلك يقول رحمه الله وهو يذكر كتاب القدر الذي أمر بقراءته على المنابر:[وجرى ذلك على يدي الحاجب أبي الحسن علي بن عبد الصمد رحمه الله في جمادي الآخرة سنة ٤١٣هـ]، والرجل مات سنة ٤١٨.
ثم يقول: الطريثيثي في سند رواية الكتاب: (حدثكم الشيخ أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري الحافظ في ربيع الأول سنة ٤١٦) والرجل مات سنة (٤١٨)، وغيرها من النقول التي تدل على أن هذا الكتاب ألف في آخر حياة الإمام.