وقال سليمان التيمي -وهو من أئمة السلف-: لو سئلت: أين الله تبارك وتعالى؟ لقلت: في السماء.
من هذا القول نعلم أن السلف لم يدخلوا في هذه التعقيدات التي دخل فيها الخلف، إنك عندما تقرأ مثلاً: كتاب مقالات الإسلاميين لـ أبي الحسن الأشعري، أو كتاباً من كتب الخلف عموماً -وأبو الحسن سلفي؛ لأنه قد ثبتت سلفيته- لوجدت أمراً صعباً شديداً جداً على العقل وتخشى أن تقبله، فهناك كلام في المقالات مثل الطلاسم، تقول: هذا الكتاب أشبه بالسحر؛ لأن العقيدة أخفى وأدق من ذلك، وهناك كثير من طلبة العلم يقولون: أشق الدروس على نفوسنا وعقولنا دروس العقيدة؛ لدخول المحاضر في تلك التعقيدات الخلفية التي أتى بها الخلف، وأنها أشبه بالكلام الذي لا معنى له، وكأنها سفسطة وخوض في الباطل.
قال التيمي: لو سئلت: أين الله تبارك وتعالى؟ لقلت: في السماء، فإن قال -أي: السائل-: فأين عرشه قبل أن يخلق في السماء؟ قلت: على الماء، فإن قال لي: أين كان عرشه قبل أن يخلق الماء؟ قلت: لا أدري.
وأنا لست مطالباً أن أستمر معك في هذه الأسئلة، لا بد أن تؤمن كإيماني، وأنا لست مكلفاً بذلك، أعطني نصاً من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام يقول بوجوب التسلسل مع هذا السائل.
لا يوجد؛ لذلك قال: لا أدري، وهذا كلام جميل، واعتقاد سليم، وهو من أئمة السلف، ومع هذا يقول في أمر من أمور الاعتقاد: لا أدري؛ لأنه غير مكلف بذلك.