[كتابة الأشياء عن المولود وهو في بطن أمه قابلة للمحو والإثبات]
السؤال
الحديث الذي فيه أن الملك يؤمر بكتابة أربعة أشياء عن المولود، هل هذه الكتابة قابلة للمحو والإثبات؟
الجواب
نعم.
قابلة للمحو والإثبات؛ لأن الله عز وجل يقول:{يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ}[الرعد:٣٩] وأم الكتاب: هو الكتاب المحفوظ، وهو لا يقبل محواً ولا إثباتاً بعد الذي أُثبت فيه، أما الذي يقبل المحو والإثبات كما في الآية:((يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ)) في الكتب التي بأيدي الملائكة.
فإنه كما في الحديث:(صلة الرحم تزيد في العمر)، أو (البر يزيد في العمر)، مع أن العمر هو الأجل، وإذا كان الأجل مكتوباً على نحو واحد لا يتبدل ولا يتغير، فليس لهذا الحديث معنى إلا معنى قد قاله بعض أهل العلم: أن ذلك متعلق ببركة العمر.
لكن هناك تأويل آخر لهذا الحديث وهو: أن الله تبارك وتعالى علم أنه سيعطي ويمنح عبده هذا خمسين عاماً، وأخفى ذلك على ملك الأرحام فقال: اكتبه إن كان يصل الرحم فيعيش خمسين عاماً، وإن كان قاطعاً فيعيش ثلاثين عاماً.
فهل الملك هنا يعلم يقيناً أن هذا العبد سيعيش ثلاثين أم خمسين؟ الذي يعلم ذلك هو الله، فلما علم الله تعالى أن هذا العبد سيكون واصلاً للرحم كتبه في اللوح المحفوظ الذي لا يعلمه أحد غيره أن العبد سيعيش خمسين عاماً، ولكن ملك الأرحام إنما يكتب أن عمر العبد سيتردد ما بين الثلاثين إلى الخمسين، على حسب صلته للرحم أو قطعه لها، ولا يعلم ذلك يقيناً بالتحديد، فإذا بالعبد يكون واصلاً للرحم، فيمحى العمر الأول (٣٠) سنة، ويثبت له عمر (٥٠) سنة.
وهذا تأويل ابن القيم -وينقله عن كثير من أهل العلم- في كتابه الداء والدواء.