[ما أضيف إلى الله تعالى مما هو غير بائن فهو صفة له غير مخلوقة]
القاعدة الخامسة:[ما أضيف إلى الله تعالى مما هو غير بائن عنه فهو صفة له غير مخلوقة].
ومعنى (غير بائن) يعني: غير مغاير ولا مختلف ولا منفصل، وأريد أن أقرب المعنى، وإن كنت أكره هذا اللفظ.
فإذا قلنا: بإثبات اليد لله، فهل هذه اليد مباينة لله عز وجل، أم هي صفة ذات لازمة له؟ يعني: أنا ممكن أن أقول: يدك وإن كانت صفة لازمة لك إلا أنه يمكن مباينتها عنك بقطعها، عند أن يأتي شخص يقطع يدك، نقول: قد باين يده عن بدنه.
يعني: باعد اليد عن البدن.
فالمباينة في الأعمال والجوارح متصورة وواقعة وحادثة في المخلوقين، لكن هل يمكن أن أقول: إن يد الله تبارك وتعالى مباينة لله عز وجل.
إذا قلنا: بأن صفات الله عز وجل ليست مباينة له فهذا يعني: أنها غير مخلوقة، فإذا كان الكلام صفة لله عز وجل فلا يتصور أن الله تعالى كان ساكتاً عاجزاً عن الكلام لا يعرف الكلام، ثم عرف فتكلم بعد ذلك؛ لأن من قال بهذا كفر بنص أهل السنة والجماعة، وعلى رأسهم أحمد بن حنبل.
وإذا قلنا بإثبات العين لله، لا نقول: بأنها عين زائدة عن ذات الإله، بل هي صفة ذاتية خبرية لازمة لذاته لا تنفك عنه.
ومعنى أنها ذاتية.
أي: أنها غير مخلوقة، فكما أن الله تعالى غير مخلوق وهو الخالق لكل شيء فكذلك صفاته غير مخلوقة، بخلاف نسبة الأشياء البائنة عن الله عز وجل المنسوبة إليه فإنها مخلوقة، كما تقول: بيت الله وأمة الله وناقة الله، فالبيت مصنوع مخلوق، والناقة مخلوقة، ونسبتهما إلى الله عز وجل نسبة تشريف، فإذا كانت الصفة بائنة عن الله عز وجل منسوبة إليه فإنها مخلوقة، ونسبتها إلى الله نسبة تشريف، بخلاف صفات الله عز وجل غير البائنة عنه، فإنها صفات غير مخلوقة؛ كصفة اليد وصفة الساق والقدم والأصابع والأنامل والكف والغضب والرضا والسخط والفرح والسرور والرفع والخفض وغير ذلك؛ كل هذه الصفات لله تبارك وتعالى غير مخلوقة.