للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ما روي في تفسير قوله تعالى: (ولا يزالون مختلفين ولذلك خلقهم)]

وفي قوله تعالى: {وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} [هود:١١٨ - ١١٩].

قال: [قال ابن عباس: فريقين] أي: أن الله تعالى خلق الناس فريقين.

فريقاً يرحم فلا يختلف، وفريقاً لا يرحم فيختلف، فمنهم شقي وسعيد.

قال: [وقال الحسن في هذه الآية: الناس مختلفون على أديان شتى، إلا من رحم ربك فهم غير مختلفين.

فقال له منصور بن عبد الرحمن وقوله: {وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} [هود:١١٩].

قال: خلق هؤلاء -أي: الذين لا يختلفون- لجنته، وخلق الذين يختلفون للنار]، فخلق هؤلاء لرحمته، وهؤلاء لعذابه.

[وقال أشهب: سألت مالكاً عن قوله تعالى: {وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} [هود:١١٨ - ١١٩]؟ قال: خلقهم ليكون فريق في الجنة، وفريق في النار].