قال: [عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يلقى في النار وتقول: هل من مزيد)] أي: الخلق والبعث الذين بعثهم الله تبارك وتعالى يلقون في النار، وهي تقول:{هَلْ مِنْ مَزِيدٍ}[ق:٣٠]، كلما ألقي فيها فوج طلبت المزيد.
قال: [(حتى يضع عز وجل رجله أو قدمه فيها فتقول: قط قط)].
هذا فيه إثبات صفة القدم أو الرجل للمولى عز وجل، والحديث عند البخاري.
قال: [عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اختصمت الجنة والنار)].
يعني: احتجت الجنة والنار [(فقالت النار)].
وهل هناك نار تتكلم؟ نعم.
الذي خلقها قادر على أن ينطقها، النار تتكلم، والجنة تتكلم، كما أن الموت يوم القيامة يتكلم، والموت مخلوق كما تعلمون:{الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}[الملك:٢] فالموت مخلوق والحياة مخلوقة، وكل مخلوق لابد أن يموت، وفي الحديث:(وإن الله تعالى يجعل يوم القيامة الموت على صورة كبش حتى يؤتى به فيذبح).
يعني: الموت في نهاية الأمر يجعله الله في صورة كبش فيذبح بين الجنة والنار؛ لأن الموت آخر من يموت، فكل المخلوقات تموت على يد ملك الموت، حتى لا يبقى إلا ملك الموت، فيأمر المولى عز وجل الموت أن يميت ملك الموت، فإذا مات لا يبقى إلا الموت، فيصوره الله عز وجل ويخلقه في صورة كبش، فيقضي عليه بالموت فيموت فلا يبقى إلا الله عز وجل، وبعدها تقوم الساعة.
قال: [(اختصمت الجنة والنار، فقالت النار: يدخلني الجبارون والمتكبرون، وقالت الجنة: يدخلني ضعفاء الناس وسقاطهم، فقال الله عز وجل للنار: أنت عذابي أصيب بك من أشاء وقال للجنة: أنت رحمتي أصيب بك من أشاء، ولكل واحد منكم ملؤها -الجنة لها ملؤها والنار لها ملؤها- وإذا كان يوم القيامة لم يظلم الله أحداً من خلقه شيئاً ويلقى في النار، وتقول: هل من مزيد؟ حتى يضع الله قدمه فيها، فهناك تملأ، ويزوى بعضها إلى بعض -يعني: تنضم أركانها وأبعادها إلى بعض- وتقول: قط قط)] أي: كفى.